رغم ما اعتُبر تقدّمًا دبلوماسيًا خلال زيارة خاطفة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ما زالت تفاصيل خطة السلام المقترحة لغزة محلّ جدل، مع أسئلة مفتوحة حول مستقبل الفلسطينيين ومصير الضفة الغربية المحتلة.
وخلال الزيارة التي تزامنت مع إطلاق سراح رهائن في غزة، تفادى ترامب الخوض في مسألة حلّ الدولتين، مكتفيًا بالقول على متن الطائرة الرئاسية إنه سيقرّر ما يراه مناسبًا “بالتنسيق مع الدول الأخرى”، مضيفًا: “لسنا نتحدث عن دولة أو دولتين… نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة”، مرجئًا النقاش التفصيلي. وعند عودته إلى البيت الأبيض، حضّ حماس على إعادة جثامين الرهائن، ملوّحًا بـ“نزع سلاح” الحركة إذا لم تفعل.
ووقّع ترامب مع قادة مصر وقطر وتركيا إعلانًا بشأن غزة و“السعي لرؤية سلام” في الشرق الأوسط، غير أن دبلوماسيًا وصفه بأنه أقرب إلى “إعلان نوايا” بلا خطوات واضحة. وتشمل الخطة المكوّنة من 20 بندًا إنشاء قوة أمنية دولية وهياكل حُكم جديدة في غزة تستثني حماس—تفاصيلها وآليات تنفيذها لا تزال غامضة.
وتحذّر منى يعقوبيان (CSIS) من أن تحويل الصراع إلى “نموذج مختلف” يتطلّب أكثر بكثير من عناوين عامة، فيما يرى غيث العمري (معهد واشنطن) أن ترامب يملك حسًّا جيّدًا بالتوقيت، لكنه يشكّ في استمرار مستوى الانخراط نفسه، منتقدًا ضعف قدرة القيادات الحالية—خصوصًا محمود عباس—على إحداث تغيير.
أكبر فجوة، وفق باربرا ليف، تكمن في غياب الربط بين الخطة وحل سياسي يُفضي إلى دولة فلسطينية؛ إذ تبقى الإشارات إلى “مسار موثوق لتقرير المصير” مبهمة. ومع معارضة بنيامين نتنياهو الشديدة لإقامة دولة فلسطينية، يظل ملف الضفة الغربية نادر التناول. ويتساءل العمري: هل يبقى الوضع هناك مستقرًا أم يتّجه إلى الانهيار؟ بينما يحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن تسارع الاستيطان يشكّل “تهديدًا وجوديًا” لدولة فلسطين.