أعلن التلفزيون الإيراني، الأربعاء، قراره بمنع دبلجة وعرض مسلسل “معاوية” خلال شهر رمضان الجاري، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وأوضحت هيئة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن قرار المنع جاء بسبب ما وصفته بـ”محاولة تقديم رواية جديدة لحياة معاوية بن أبي سفيان، والسعي لتبرئة الدولة الأموية”، وفق ما نقل موقع “إيران إنترناشيونال”.
ويتناول المسلسل سيرة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، مسلطًا الضوء على مرحلة الفتنة الكبرى والصراعات السياسية التي اندلعت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفّان.
وكان من المقرر عرض المسلسل قبل عامين، إلا أنه تأجّل إلى رمضان 2024 بعد تصويره في استوديوهات “كارتاغو فيلم” بمدينة الحمامات في تونس، إلى جانب مواقع أخرى في شمال البلاد وجنوبها، مثل المهدية، المنستير، والنفيضة. وتشير بعض التقارير إلى أن تكلفة إنتاجه تجاوزت 100 مليون دولار.
وجاء هذا القرار بعد إعلان هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، السبت الماضي، منع عرض المسلسل في العراق خلال شهر رمضان، بذريعة أنه قد يثير خلافات طائفية.
وشددت هيئة الإعلام والاتصالات، في بيان صحافي اليوم على أن “قرار منع عرض مسلسل معاوية يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها والتزاما بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الإعلام وضمان إنسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق”.
ولفتت إلى أن “بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية مما يهدد السلم المجتمعي ويؤثر على النسيج الاجتماعي، خاصة خلال الشهر الفضيل”.
ودعت “جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية وتجنب بث المحتوى الذي قد يتسبب في إثارة الفتن أو التحريض الطائفي”.
وكان الكاتب المصري خالد صلاح مؤلف مسلسل معاوية قد دافع، الأحد، عن العمل الدرامي الذي أثار جدلا في الآونة الأخيرة وقرر العراق منعه من العرض.
وكتب صلاح في منشور على فيسبوك أن المسلسل لم يكن يهدف للترويج إلى رواية معينة أو ينحاز لطرف دون آخر وإنما أراد تقديم قراءة جديدة ترسم صورة لمعاوية ابن أبي سفيان من غير اللجوء لمنطق المنتصر والمهزوم.
وقال صلاح في بيان له: “معاوية لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه بالسيف، بل كان إنسانا صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيا حين تستدعي الحاجة، ولينا حين يتطلب الأمر التروي والتدبر”.
وأضاف صلاح: “سعينا إلى الاقتراب من معاوية كإنسان وجد نفسه وسط زلزال سياسي لا يهدأ، واضطر إلى أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه.”