المخرج الإيراني جعفر بناهي

فاز المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي بـجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، عن فيلمه “مجرد حادث” الذي صُوّر في السر. يقدم الفيلم قصة أخلاقية تتمحور حول سعي مجموعة من السجناء السابقين للانتقام من جلاديهم.

حضر بناهي، البالغ من العمر 64 عامًا، المهرجان لأول مرة منذ 15 عامًا، وصعد إلى المنصة لتسلم أرفع جوائز المهرجان. اغتنم المخرج هذه اللحظة ليوجه نداء مؤثرًا من أجل الحرية في بلاده.

نداء للوحدة والحرية
قال المخرج باللغة الفارسية، وفقًا للترجمة التي قدمها المهرجان: “أعتقد أن هذه اللحظة مناسبة لسؤال كل الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة، داخل إيران وخارجها، أن يضعوا جانبًا كل الخلافات، فالأمر الأهم في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا.”

يُخيم الغموض على مستقبل بناهي في إيران بعد صدور فيلمه الحادي عشر، خاصة أن السلطات الإيرانية سبق أن حكمت عليه في عام 2010 بالسجن ست سنوات، ومنعته من الإخراج والسفر لمدة عشرين عامًا. ومع ذلك، واصل بناهي صنع أفلامه سرًا متحديًا هذه القيود.

في حديث لوكالة فرانس برس قبل أيام، قال بناهي: “الأهم هو أن الفيلم أُنتج. لم أفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلامًا.”

إشادة بالفن وقوة التحول
خلال تسليم الجائزة، أشادت رئيسة لجنة التحكيم، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، بدور الفن في مواجهة التحديات، قائلة: “الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع. إنه يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن وأحيا ما فينا. إنها قوة قادرة على تحويل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة.”

يُعد هذا التتويج محطة جديدة في مسيرة بناهي الحافلة، حيث سبق له الفوز بـ”الدب الذهبي” مرتين في مهرجان برلين، بالإضافة إلى ثلاث جوائز في مهرجان كان، وأخرى في مهرجان البندقية، وذلك رغم القيود المشددة التي تفرضها السلطات الإيرانية على تحركاته.

البحث