بعد سنوات من التراجع، تعود حقائب اليد الموسمية بقوة إلى مشهد الموضة العالمي، بعد أن كانت تُعدّ في السابق معياراً لنجاح بيوت الأزياء ومصمميها. هذه العودة تأتي مدفوعة بتغيرات في الذوق العام، وعودة الحنين إلى التصاميم الكلاسيكية، وحرص جيل الشباب على الجمع بين الترف والاستدامة.
من الذهب إلى الركود
كانت الحقيبة في وقتٍ ما “الدجاجة التي تبيض ذهباً” في عالم الأزياء، تُقاس بها شهرة المصمم، وتُباع منها الملايين. لكن جائحة كورونا غيّرت السلوك الاستهلاكي، خصوصاً بين جيل “زي”، الذي بدأ يفضّل الاستثمار طويل الأمد في القطع الكلاسيكية على شراء قطع موسمية مؤقتة.
دور المزادات الكبرى مثل “كريستيز” التقطت هذا التحول سريعاً، فاستبدلت قسم الأزياء بقسم خاص للإكسسوارات، وحققت في عام 2023 مبيعات تجاوزت 35.8 مليون دولار، معظمها بفضل جيل الألفية.
عودة الحقائب الموسمية بشروط جديدة
مع دخول خريف 2025، بدأت دور الأزياء الكبرى مثل فندي وغوتشي وميوميو بإعادة تقديم حقائب موسمية أنيقة وعملية، مصنوعة من الجلد الطبيعي، الشامواه أو حتى الفرو، بمقاسات متوسطة وتصاميم هندسية وعصرية. ومن أبرز العائدات حقيبة الـ“كلاتش” التي بقيت محط اهتمام في عروض “شانيل” و”بوتيغا فينيتا”.
الكلاسيكيات تتجدد: من “بادينغتون” إلى “Spy Bag”
الموضة أيضاً أعادت الحياة إلى تصاميم أيقونية من الألفينات، أبرزها حقيبة “بادينغتون” من “كلوي”، التي تعود بنسخة جديدة مماثلة في الجاذبية والعملية. كما أعادت “فندي” حقيبة “Spy Bag”، مع تعديلات بسيطة جعلتها موجهة للجنسين لأول مرة.
تنوع في التصميم وتكامل مع الاستدامة
قدّمت “ديور” حقيبة “فواياج” بتصميم مرن وشكل مستوحى من “الهوبو”، بينما كشفت “سيلين” عن حقيبة “كاميل 16 سوفت”، بجلد طبيعي فاخر وشكل عملي يناسب الحياة اليومية.
“سان لوران” اختارت الكلاسيكية الفاخرة مع حقيبة Y Bucket، أما “كارتييه” فذهبت إلى أقصى درجات الترف مع حقيبة بانثر، التي تأتي بمشبك على شكل رأس فهد، وتجمع بين المجوهرات والجلد والخبرة الحرفية.
موضة تُرضي الجيل الجديد
ورغم كل هذا الترف، لم تغفل الدور العالمية عن مطالب الجيل الجديد. فأغلب الحقائب المطروحة الآن تأتي مع شهادات تتبع للجلود، واحترام لحقوق العمال، وتقنيات صديقة للبيئة. التصميم قد يكون كلاسيكياً، لكن القيم المضمّنة فيه حديثة بالكامل.