أعدّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة سلام من 28 بنداً بهدف إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفق ما أفاد به مسؤولون أميركيون. وأوضح المسؤولون، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الخميس، أن الإدارة اعتمدت النهج ذاته الذي استخدمته لفرض وقف إطلاق النار في غزة، عبر صياغة مقترح متعدد النقاط والضغط على الأطراف المتحاربة للقبول به.
غير أن الخطة، التي صاغها كل من وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومستشار ترامب جاريد كوشنر بالتشاور مع كيريل دميترييف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تواجه اعتراضات قوية من كييف وعواصم أوروبية، وفق مسؤول أوروبي.
تسليم دونباس والتخلي عن الناتو
تكشف المعلومات أن المباحثات حول المقترح جرت بين الفريق الأميركي ودميترييف دون مشاركة تذكر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو المسؤولين الأوروبيين. كما تتضمن الخطة دعوة أوكرانيا للتنازل الكامل عن منطقة دونباس لروسيا، بما يشمل مناطق تسيطر عليها القوات الأوكرانية حالياً، إضافة إلى التخلي عن مسار الانضمام للناتو لسنوات مقبلة، مع منع نشر قوات حفظ سلام دولية داخل البلاد.
ضمانات أمنية مقابل التنازلات
مقابل ذلك، تنص الخطة على حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية أميركية وعلى التزام روسي بعدم شن هجمات جديدة على أوكرانيا أو دول أوروبية أخرى، على أن يُكرَّس هذا التعهد في تشريعات واضحة داخل روسيا.
وذكر مسؤول أميركي رفيع أن ترامب لا يعتبر أن مهمته استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، بل يسعى لوقف القتال في الشرق حيث تتقدم القوات الروسية ببطء رغم الخسائر المستمرة منذ بدء الغزو الواسع قبل نحو أربع سنوات.
ويرى محللون أن إجبار كييف على الانسحاب من دونباس قد يسهّل توغّل القوات الروسية مستقبلاً، في حين يعتبر مؤيدو الخطة الأميركية أن التقدّم الروسي المتدرج وقضايا الفساد المحيطة بمقرّبين من زيلينسكي تزيد الضغط على كييف للقبول بتسوية. لكن مسؤولاً غربياً استبعد ذلك، مشيراً إلى أن التحقيقات الجارية تقلّص هامش مناورة زيلينسكي، وأن التنازل عن مبادئ الأمن الأساسية سيضعفه داخلياً.
دهشة أوروبية وردّ أميركي
وأعرب حلفاء أوروبيون عن تفاجئهم بالتقارير، إذ أكد وزير الخارجية الألماني يوهان واديبول أن بلاده لم تُبلّغ بتفاصيل المقترح. كما أوضح مسؤولون أوروبيون أن الإطار المتداول يتضمن عناصر تُعد غير مقبولة منذ سنوات.
من جهته، قال ماركو روبيو إن الخطة ليست فرضاً أميركياً بل “تبادلاً لاقتراحات جدية وواقعية”، مؤكداً أن السلام المستدام يتطلب تنازلات صعبة من الطرفين، وأن واشنطن مستمرة في صياغة أفكار يمكن أن تشكّل أساساً لإنهاء الحرب.
وجاءت هذه التطورات بعد إعراب ترامب عن خيبة أمله من أن علاقته بفلاديمير بوتين لم تُفضِ إلى اتفاق سريع كما وعد خلال حملته عام 2024. وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لاحقاً أن ترامب “محبط من الطرفين” بسبب رفضهما الالتزام باتفاق سلام، لكنها شددت على أن واشنطن لا تزال تعمل على خطة شاملة تحظى بقبول الطرفين لتحقيق سلام دائم ومستقر.