كتاب «خدعة الذكاء الاصطناعي» يسعى لكشف الحقيقة وراء الضجة التي تُثار حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأجندات التي تدفعها، والأضرار التي تخلفها. رغم ذلك، يبقى أمام المجتمع خيار المقاومة، ولا يزال هناك أمل في أن نتكاتف لمواجهة هيمنة شركات التكنولوجيا ومنعها من السيطرة على مستقبل البشرية.
في هذا الكتاب الجديد، تشارك المؤلفتان إميلي بيندر، أستاذة علم اللغة ومديرة برنامج الماجستير في اللغويات الحاسوبية بجامعة واشنطن، وأليكس هنا، مديرة أبحاث في معهد البحوث الموزعة للذكاء الاصطناعي ومحاضرة في جامعة كاليفورنيا بيركلي، خمس أفكار رئيسية:
- خدعة استعراضية: تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الدردشة «تشات جي بي تي» تبدو مذهلة لكنها لا تؤدي فعلياً الوظائف التي تُنسب إليها، بل هي مصممة لإبهارنا فقط. فهم اللغة عملية معقدة ذات طبيعة اجتماعية عميقة، ونحن نميل إلى إسقاط قدرات عقلية على النصوص التي تنتجها هذه الأنظمة رغم غياب أي عقل بشري فعلي.
- تدهور العمل وليس الاستحواذ عليه: الذكاء الاصطناعي لن يستبدل وظيفتك بالضرورة، لكنه سيجعل ظروف العمل أسوأ، حيث يتم استخدامه لتقليل تكاليف العمالة وضغط العاملين، مع أمثلة مثل إضراب نقابة الكتّاب في هوليوود بسبب مخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات. كثير من العمال في دول الجنوب هم الذين يعالجون ويصححون أخطاء هذه الأنظمة، ويقاومون ذلك من خلال نشاطات نقابية وأدوات حماية حقوقهم.
- فصل الناس عن الخدمات الاجتماعية: تستخدم هذه التكنولوجيا لتقليص الخدمات الاجتماعية، حيث تحل أنظمة الذكاء الاصطناعي محل التفاعل البشري، مما يؤدي إلى تقديم خدمات منخفضة الجودة للفئات العامة، بينما يحتفظ أصحاب النفوذ بالخدمات الحقيقية من البشر. المثال على ذلك تصريح مسؤول في «غوغل» بأنه لا يرغب في استخدام نظام طبي ذكي لعائلته رغم مزاعم نجاحه.
- الذكاء الاصطناعي ليس التهديد الأكبر: الحديث عن الذكاء الاصطناعي كخطر قد يؤدي إلى هلاك البشرية مبالغ فيه وغير واقعي، بينما التهديد الحقيقي هو تغير المناخ، الذي يتفاقم بسبب استهلاك مراكز البيانات الهائلة للطاقة وإحداثها لتلوث بيئي خطير.
- رفض الاستسلام وخيار المقاومة: لا شيء من كل ما يحدث حتمي. بإمكان المجتمع أن يقاوم هذه الضجة من خلال التشريعات التي تحمي العاملين وتنظم الذكاء الاصطناعي، وبإمكان الأفراد رفض استخدام هذه الأنظمة ومساءلة الإعلام التقني، وحتى استخدام السخرية كوسيلة لكشف ضعف وجودة هذه التقنيات.
بالتالي، يقدم الكتاب رؤية نقدية تحث على الوعي والمقاومة، وتدعو إلى مواجهة التضليل المحيط بالذكاء الاصطناعي لتحقيق مستقبل نختاره نحن، لا تفرضه شركات التكنولوجيا الكبرى.