كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry أن المزج بين العلاقة العاطفية الداعمة، والتلامس الحميم، واستخدام هرمون الأوكسيتوسين، قد يساهم في تسريع التئام الجروح وخفض مستويات التوتر لدى الأفراد.
وبحسب الدراسة، فإن أي عنصر من هذه العناصر الثلاثة—سواء الأوكسيتوسين وحده أو العلاقة الحميمة وحدها أو التدخل السلوكي—لم يُظهر تأثيرًا ملحوظًا عندما استُخدم بشكل منفصل. إلا أن التأثير الواضح ظهر عند اجتماعها معًا، حيث سجّل المشاركون الذين تلقّوا هذا المزيج تحسّنًا أسرع في شفاء الجلد، إلى جانب انخفاض ملموس في هرمون الكورتيزول المرتبط بالضغط النفسي.
ويرى الباحثون أن النتائج تُظهر الدور الحيوي للحالة العاطفية في دعم وظائف الجهاز المناعي. البيئة الهادئة والآمنة، مقرونةً بشعور الارتباط والاحتواء، تساهم في تخفيف توتر الجسم وتحسين استجابته البيولوجية، بما في ذلك عملية إصلاح الأنسجة.
وأوضح فريق الدراسة أن جودة العلاقة الإنسانية نفسها تتحول إلى عامل بيولوجي مؤثّر، لافتين إلى أن هذا النوع من التفاعل الاجتماعي قد يفتح المجال أمام تطوير أساليب علاجية تدمج بين الرعاية الطبية التقليدية والدعم العاطفي والنفسي، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من تأخر في التئام الجروح أو ارتفاع دائم في مستويات التوتر.
ويعتبر الباحثون هذه النتائج خطوة واعدة لفهم أعمق للعلاقة بين الصحة النفسية والجسدية، خصوصًا في ظل تزايد الأدلة العلمية التي تربط التوتر والإجهاد بتراجع الأداء المناعي.