يعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، حيث يشكل حوالي 10% من إجمالي حالات السرطان، ويعد السبب الثاني الرئيس للوفيات المرتبطة بالسرطان، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
يصيب هذا النوع من السرطان بشكل رئيسي الأفراد الأكبر سناً، حيث تحدث الغالبية العظمى من الحالات لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً. ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة كونيتيكت أن تناول وجبة خفيفة يومية من الجوز قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. الدراسة، التي نُشرت في مجلة Cancer Prevention Research، قادها عالم الأدوية البيئية دانيال روزنبرغ، بدعم من المعهد الأميركي لأبحاث السرطان ولجنة الجوز في كاليفورنيا والمعهد الوطني للسرطان الأميركي.
وأوضحت الدراسة أن السر يكمن في “الإيلاجيتانين”، وهي مركبات نباتية طبيعية توجد في الجوز. أضاف روزنبرغ أن بكتيريا الأمعاء تحول هذه المركبات إلى جزيئات قوية مضادة للالتهابات تُسمى “اليوروليثينات”، وخاصة اليوروليثين A، مؤكداً أن “الإيلاجيتانينات في الجوز تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات والسرطان، وهي الخصائص التي تظهر في أبحاث التجارب السريرية”.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين أنتجت أجسامهم كميات أكبر من اليوروليثين A بعد تناول الجوز، شهدوا انخفاضاً في مستويات الالتهابات، وخاصة أولئك الذين يعانون من السمنة، وهي فئة أكثر عرضة لمشاكل القولون. علاوة على ذلك، لوحظت زيادة في مستويات هرمون الببتيد YY، الذي يرتبط بتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وأشار روزنبرغ إلى أن “اليوروليثين A له تأثير إيجابي كبير على الالتهابات، وربما يساهم في الوقاية من السرطان”. كما أكد أن نتائج الدراسة تدعم فكرة أن “المكملات الغذائية التي تحتوي على الجوز يمكن أن تعزز مستويات اليوروليثين لدى الأفراد ذوي الميكروبيوم السليم، مع تقليل العديد من علامات الالتهاب بشكل ملحوظ، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون من السمنة”. واختتم قائلاً: “هناك العديد من الفوائد المحتملة لتناول الجوز مع وجود مخاطر جانبية ضئيلة للغاية، لذا فإن تناول حفنة منه يومياً يعد وسيلة سهلة لتحقيق فوائد صحية طويلة الأمد”.