البندقية

تشير محاكاة أجراها المعهد الإيطالي الوطني للجيوفيزياء والبراكين في إطار مشروع دولي إلى أن مدينة البندقية (فينيسيا) قد تغمرها المياه بالكامل بحلول عام 2150، وفقًا لأحد السيناريوهات المحتملة.

وقد نقلت قناة “RAI News 24” هذا الخبر، مشيرة إلى أن نتائج البحث أظهرت أن نظام الحواجز “موسى” لن يكون كافيًا لحماية المدينة من الفيضانات المتوقعة. وقد تمت محاكاة فيضانات محتملة في سنوات 2050 و2100 و2150، حيث كان أسوأ السيناريو يتعلق بنصف القرن الثاني والعشرين، حيث قد تغمر المياه مناطق تتراوح مساحتها بين 139 و226 كيلومترًا مربعًا.

وحذر العلماء من أن عدم اتخاذ إجراءات إضافية لحماية المدينة سيؤدي إلى فيضانات شديدة وأضرار جسيمة تهدد السكان المحليين وتراث مدينة البندقية الثقافي. وأوضح الباحثون أن ظاهرة “الماء المرتفع” (أكوا ألتا)، التي تتفاقم نتيجة لتغير المناخ، تؤدي إلى انخفاض مستمر في مستوى اليابسة وابتلاعها تدريجيًا من قبل البحر، حيث تبلغ معدلات هذه العملية حاليًا 7 ملم سنويًا.

ومن أجل حماية المدينة، التي بُنيت على أكثر من 150 جزيرة، تم تطوير نظام الحواجز المتحركة “موسى” لإغلاق الخليج خلال فترات الفيضانات. وقد دخل هذا المشروع الخدمة قبل عدة سنوات، ورغم تكلفته المرتفعة، فقد نجح في حماية البندقية في السنوات الأخيرة من ظاهرة “الماء المرتفع”.

وتحدث ظاهرة “الماء المرتفع” بسبب المد البحري المرتبط بدورة القمر، وهي سمة مميزة للقسم الجزري من المدينة الواقعة على وسادة طبيعية من الجزر الصغيرة في أحد خلجان البحر الأدرياتيكي. ويرتفع الماء بشكل دوري مما يؤدي إلى فيضانات طفيفة في ساحة سان ماركو.

ومن الجدير بالذكر أن الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ غوته كان قد كتب قبل أكثر من 200 عام لأخيه أثناء رحلته في جبال الأبينيني قائلاً: “يجب أن تأتي إلى البندقية على وجه السرعة، فلن تكون موجودة بعد 50 عامًا”.

البحث