لطالما أُطلق على كوكبي أورانوس ونبتون لقب “العملاقين الجليديين”، انطلاقًا من الاعتقاد بأن باطنهما يتكوّن بشكل رئيسي من الماء، الأمونيا، والجليد. لكن دراسة علمية جديدة تقلب هذا التصور رأسًا على عقب، وتقترح أن هذين الكوكبين قد يكونان في الواقع “عملاقين صخريين”.
هذا التحوّل في الفهم جاء نتيجة نقص البيانات المباشرة؛ فبينما زارت بعثات فضائية متعددة كوكبي المشتري وزحل، لم تحظَ أورانوس ونبتون بزيارة سوى من خلال تحليق مركبة “فوياجر 2” لفترة وجيزة قبل أكثر من ثلاثة عقود.
ولتجاوز هذا النقص، اعتمد الباحثون في السابق على أساليب غير مباشرة مثل تحليل المجالات المغناطيسية وحركة الأقمار والغلاف الجوي. أما الفريق البحثي الجديد، فقد استخدم آلاف النماذج العشوائية لتكوين الكوكبين، بعيدًا عن الافتراضات التقليدية.
النتائج كانت مفاجئة:
- في حالة أورانوس، تشير النماذج إلى احتمال أن تكون نسبة الصخور إلى الماء فيه نحو 3.92 إلى 1، أي أن الصخور قد تُشكل أربعة أضعاف كمية الماء تقريبًا، ما يثير احتمال أن يكون أورانوس صخريًا أكثر مما هو جليدي.
- بالنسبة لـ نبتون، فإن النسبة المرجّحة هي 2 إلى 1 لصالح الصخور أيضًا، ولكن بدرجة أقل تطرفًا من أورانوس.
إذا صحت هذه النتائج، فإنها تغير جذريًا الطريقة التي نفهم بها تكوين أورانوس ونبتون، بل وتعيد النظر في نظريات تشكّل المجموعة الشمسية ككل. فكلا الكوكبين قد يحتويان على كميات من الصخور تفوق حتى تلك الموجودة في كوكبي المشتري وزحل.
هذا الاكتشاف يعزز الحاجة إلى إرسال بعثات فضائية جديدة مخصّصة لدراسة هذين العالمين البعيدين عن قرب، بدلًا من الاكتفاء بالنماذج والنظريات.