الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس

في تطور علمي لافت، كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة أولية واعدة تُظهر أن دواء «ليراجلوتيد» الشائع لعلاج السكري من النوع الثاني، قد يُساهم بشكل ملحوظ في تقليل نوبات الصداع النصفي المزمن.

وقد عرض الفريق البحثي نتائجه يوم الجمعة ضمن مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب، المنعقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي بين 21 و24 يونيو (حزيران) 2025.

ويُعتبر الصداع النصفي أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً، إذ يتسبب في نوبات ألم نابض غالباً ما تصيب جانباً واحداً من الرأس، مصحوبة بأعراض كالغثيان، والقيء، والحساسية المفرطة للضوء أو الصوت. ويُصنَّف كأحد أبرز أسباب الإعاقة المؤقتة عالمياً، خصوصاً بين النساء.

وشملت الدراسة 26 مشاركاً يعانون من السمنة والصداع النصفي المزمن، حيث اختُبر تأثير دواء «ليراجلوتيد»، وهو من فئة أدوية (GLP-1) المعروفة بخفض سكر الدم وكبح الشهية. وبحسب النتائج، انخفض عدد أيام الصداع لدى المشاركين بمعدل 11 يوماً شهرياً، خلال 12 أسبوعاً من العلاج، مع تحسن واضح في نوعية الحياة والقدرة على العمل والنشاط اليومي.

ولفت الباحثون إلى أن التحسن كان ملحوظاً في الأسبوعين الأولين من استخدام الدواء، واستمر بشكل تصاعدي طوال مدة الدراسة.

ورغم أن الدواء معروف بتأثيره في خفض الوزن، فإن التغيّر في مؤشر كتلة الجسم لم يكن ذا دلالة إحصائية، ما يشير إلى أن فعالية العلاج مرتبطة على الأرجح بخفض ضغط السائل الدماغي الشوكي، الذي يُعتقد أنه يلعب دوراً في تحفيز نوبات الصداع عبر الضغط على الجيوب الوريدية في الدماغ.

وسُجلت آثار جانبية طفيفة لدى نحو 38% من المشاركين، أبرزها الغثيان والإمساك، لكنها لم تؤثر على استمرارية العلاج.

ويخطط الفريق حالياً لإجراء تجارب سريرية أوسع، لاختبار أدوية بديلة ضمن الفئة نفسها قد توفر فاعلية مماثلة مع آثار جانبية أقل، ما يفتح المجال أمام خيار علاجي جديد للمصابين بالصداع النصفي الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية.

البحث