قالت شركة “ديب سيك” الصينية المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، إن تكلفة تدريب نموذجها اللغوي الأحدث (R1) بلغت 294 ألف دولار فقط، وهو رقم يُعد منخفضاً بشكل لافت مقارنةً بالمبالغ الضخمة التي تعلن عنها الشركات الأميركية المنافسة، والتي تصل إلى مئات ملايين الدولارات.
جاء هذا الكشف في ورقة بحثية نُشرت في دورية Nature الأكاديمية يوم الأربعاء، بعد خضوعها لمراجعة الأقران. ويُعتبر هذا أول تقدير رسمي لتكاليف تدريب النموذج R1، ما يُعد تطوراً نادراً من الشركة التي تتخذ من هانغتشو مقراً لها، والتي ظلّت بعيدة عن الأضواء منذ طرح نموذجها في يناير الماضي.
ووفقاً للورقة، استند تدريب النموذج إلى 512 شريحة من نوع H800 طورتها شركة “إنفيديا”، وركّز R1 على مهارات الاستدلال والتفكير المنطقي. وكانت النسخة الأولى من المقال، المنشورة في يناير، قد خلت من أي تفاصيل مالية.
تهديد للشركات الكبرى
إعلان “ديب سيك” في مطلع العام عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي بتكلفة منخفضة أثار قلقاً واسعاً بين المستثمرين، وأدى إلى عمليات بيع لأسهم شركات تكنولوجية كبرى، وسط مخاوف من أن هذه النماذج قد تُهدد هيمنة شركات مثل “إنفيديا” و”أوبن إيه آي”.
وكان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، قد صرّح في 2023 بأن تدريب النماذج التأسيسية لشركته كلّف “أكثر بكثير من 100 مليون دولار”، من دون أن يكشف عن أرقام تفصيلية.
تشكيك أميركي
ورغم الاهتمام الكبير بإعلان “ديب سيك”، أعربت بعض الشركات والمسؤولين في الولايات المتحدة عن شكوكهم في دقة الأرقام التي قدمتها الشركة الصينية، سواء من حيث تكلفة التدريب أو مستوى التكنولوجيا المستخدمة.
تسلّط هذه القضية الضوء على تصاعد التنافس بين واشنطن وبكين في سباق الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتقدمة، ومحاولات الصين لتطوير تقنيات بديلة محلياً.
من المتوقع أن يُعيد هذا الإعلان إشعال النقاش حول الجدوى الاقتصادية لتطوير الذكاء الاصطناعي، وحول ما إذا كانت النماذج منخفضة التكلفة قادرة فعلاً على منافسة العمالقة التقنيين في هذا القطاع.