الزراعة

في قرية صغيرة بوسط مالاوي، كادت المزارعة أليفوسينا متسيتيكا تفقد محصولها من البامية والفاصوليا والذرة بسبب نقص المياه وهجوم حشرة المنّ، قبل أن تأتي الحلول من مصدر غير متوقع: ذكاء اصطناعي يتحدث لغتها المحلية “تشيتشوا”.

اعتمدت أليفوسينا على تطبيق ذكي اسمه “أولانجيزي” (Ulangizi AI)، والذي يعني “النصيحة” بلغة تشيتشوا، وطوّرته منظمة Opportunity International البريطانية لمساعدة المزارعين في تشخيص مشاكل المحاصيل والإجابة على أسئلتهم صوتياً أو عبر الرسائل. تقول: “طرحت سؤالي على الهاتف، وأخبرني التطبيق باستخدام مبيد محدد، وبعده استعادت البامية حياتها مجدداً.”

يعمل التطبيق عبر واتساب، ويجمع بين قدرات شات جي بي تي ونماذج لغوية أخرى، إلى جانب بيانات وزارة الزراعة المالاوية والمعرفة المحلية المتوارثة. وقد تم تدريبه لتقديم إرشادات دقيقة وبسيطة تراعي العادات الزراعية، مع تصميم ودود وسهل الاستخدام بالتعاون مع المزارعين أنفسهم.

أتاح التطبيق حل مشكلة نقص الإرشاد الزراعي في مالاوي، حيث يوجد موظف إرشاد واحد لكل 3000 مزارع، وغالبًا ما كان المزارعون ينتظرون لأسابيع للحصول على المشورة. الآن يمكن لأي مزارع إرسال صورة لمحصوله أو طرح سؤال صوتي والحصول على إجابة فورية، كما جرب المزارع كينغسلي جاسي الذي عالج ديدان الذرة باستخدام التطبيق مباشرة.

كما ساعدت منظمة GiveDirectly آلاف المزارعين على شراء هواتف محمّلة مسبقًا بالتطبيق، بهدف ربط الفلاحين بالذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاج وتقليل الفقر. ومع ضرورة تحديث البيانات باستمرار لضمان فعالية الإرشادات، يظهر التطبيق كيف يمكن لتقنية بسيطة بلغة الناس أن تُحدث فرقًا هائلًا في المجتمعات الريفية.

تجربة “أولانجيزي” ليست مجرد أداة رقمية، بل نموذج لمستقبل يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن ينقل المعرفة أسرع من المطر ويزرع الأمل في أرض عطشى للحلول.

البحث