زانيا مونيه

أعلنت مجلة «بيلبورد» الأميركية عن دخول زانيا مونيه، أول فنانة مدعومة بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى قوائمها الإذاعية الرسمية، بعد تحقيق أغانيها نسب بث مرتفعة على المحطات الموسيقية، لتصبح أول مغنية افتراضية تصل إلى قائمة بيلبورد للبث الإذاعي.

ووفق تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، استطاعت زانيا مونيه منذ صيف عام 2025 أن تفرض حضورها على الساحة الموسيقية العالمية، عقب إصدارها أغنيتها الأولى «دعها تجري» (Let It Flow)، التي دخلت فوراً قائمة الأغاني الأكثر استماعاً.

هذا النجاح السريع دفع شركات الإنتاج إلى التنافس على توقيع عقد معها، في ما وصفته «بيلبورد» بـ«حرب مزايدة فنية»، انتهت بعقد ضخم مع شركة «هالوود ميديا» بلغت قيمته ملايين الدولارات.

وفي أغسطس (آب) 2025، أطلقت زانيا ألبومها الأول بعنوان «المكشوف» (The Unveiled)، الذي ضم 24 أغنية تنوعت بين موسيقى الروح (Soul) و«الآر أند بي» والبوب التجريبي. وبعد شهر واحد فقط، أتبعت ذلك بإصدار أسطوانة مطوّلة بعنوان «أجزاء تركتها وراءي» (Pieces I Left Behind)، تضمنت سبع أغانٍ جديدة تصدّرت المنصات الموسيقية مثل «سبوتيفاي» و**«آبل ميوزيك»**.

ورغم أن زانيا مونيه فنانة افتراضية، فإن وراءها عقلاً بشرياً هو تيليشا نيكي جونز، الشاعرة والمغنية الأميركية من ولاية ميسيسيبي، التي كتبت كلمات أغانيها وساهمت في صياغة أدائها الموسيقي باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي «سونو» (Sono)، وهو برنامج متطور لتوليد الموسيقى يعتمد على التعلّم العميق لإنتاج أصوات تحاكي الأداء البشري بدقة عالية.

ووصف خبراء دخول زانيا إلى قوائم «بيلبورد» بأنه منعطف تاريخي في صناعة الموسيقى، إذ أثار موجة جدل في هوليوود والعالم الفني حول مستقبل الإبداع الإنساني في ظل تصاعد دور الذكاء الاصطناعي.
فبينما اعتبره البعض فتحاً فنياً جديداً يوسّع حدود التجريب الموسيقي، رأى آخرون أنه تهديد مباشر للمبدعين الحقيقيين وبداية لما وصفوه بـ«الاستعمار الرقمي للخيال الإنساني».

وأشارت تقارير فنية إلى أنّ الأشهر الأخيرة شهدت ظهور ما لا يقل عن ستة فنانين افتراضيين أو مدعومين بالذكاء الاصطناعي في قوائم «بيلبورد» الأسبوعية المختلفة، ما يعكس تحوّلاً ثقافياً متسارعاً داخل عالم الموسيقى العالمية.

البحث