تحوّلت شوارع العاصمة الإيطالية روما إلى ساحة مزدحمة بالزائرين بعد افتتاح معرض “كنوز الفراعنة”، الذي جذب آلاف الإيطاليين منذ اليوم الأول لمشاهدته، في مشهد وصفته وسائل الإعلام بأنه “ظاهرة ثقافية نادرة”.
المعرض، الذي افتتحه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بحضور وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي ووزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي، يستضيف نحو 130 قطعة أثرية نادرة تروي قصة مصر القديمة في قاعة Scuderie del Quirinale التاريخية.
طوابير طويلة امتدت منذ الصباح الباكر أمام القاعة، فيما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري محمد إسماعيل عن بيع 50 ألف تذكرة خلال الأيام الأولى، بزيادة عشرة آلاف عن اليوم الافتتاحي، مؤكداً أن الإقبال فاق كل التوقعات.
ويستقبل المعرض يومياً ما بين 6 إلى 7 آلاف زائر، ما دفع المنظمين إلى دراسة تمديد ساعات الزيارة حتى المساء لاستيعاب الأعداد المتزايدة.
يضم المعرض قطعاً من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الأقصر، من بينها تمثال نصفي للملكة نفرتيتي وأدوات جنائزية نادرة تكشف أسرار التحنيط، إلى جانب مجوهرات ملكية تجسد براعة المصريين القدماء. واعتبر أحد الزائرين أن “المعرض أشبه برحلة عبر الزمن إلى قلب الحضارة الفرعونية”.
ويستمر “كنوز الفراعنة” حتى فبراير 2026، ضمن خطة مصرية للترويج للسياحة الثقافية عبر معارض دولية متنقلة، بعد نجاح نسخ مماثلة في باريس ولندن.
ويعكس هذا الحدث التعاون المتزايد بين مصر وإيطاليا في مجال الآثار، إذ تشارك بعثات إيطالية في مشروعات ترميم بالأقصر وأسوان، بينما تشكل روما اليوم أحد أهم الأسواق السياحية لمصر مع أكثر من 400 ألف سائح إيطالي زاروا البلاد عام 2024.