تحولت أغنية “ست الحبايب” بصوت فايزة أحمد إلى نشيد وطني للأم وأيقونة خالدة مرتبطة بعيدها، رغم أن كلماتها خرجت بالصدفة، ولُحنت في 15 دقيقة فقط، وسُجلت في الإذاعة المصرية خلال يوم واحد فقط.
البداية من لحظة نسيان
في مساء 20 آذار 1958، عاد الشاعر حسين السيد متعبًا من يوم طويل، متوجهًا إلى منزل والدته، وفجأة تذكر أنه نسي شراء هدية لها بمناسبة عيد الأم. لم يتمكن من النزول مجددًا بسبب الإرهاق، فقرر أن يُسعد والدته بطريقته الخاصة.
جلس على سلم المنزل، وأخرج ورقة وقلماً، وانطلقت منه الكلمات بعفوية، معبرًا عن حبه وامتنانه لأمه، فكانت هذه الكلمات:
“ست الحبايب يا حبيبة… يا أغلى من روحي ودمي”
طرق باب المنزل، قدّم لها الورقة، فقرأتها وتأثرت حتى البكاء، وسألته: “هل هذه أغنية جديدة أم كلمات خاصة لي؟” فأجابها بأنها كلمات خاصة، لكنه وعدها بأنه سيجعلها أغنية تُسمع في كل بيت، إن رغبت بذلك.
المكالمة الحاسمة مع عبدالوهاب
من منزل والدته، اتصل حسين السيد بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وقرأ عليه الكلمات، فطلب عبدالوهاب منه الانتظار لحظات، وعاد ليخبره: “سأجعلها أغنية فورًا!”
بالفعل، بدأ عبدالوهاب تلحين الأغنية في 15 دقيقة فقط، واتصل بالمطربة فايزة أحمد التي حضرت إلى منزله ليلاً، حفظت الكلمات بسرعة، وأدت البروفات حتى مطلع الفجر.
من الورقة إلى الإذاعة في 24 ساعة
مع إشراقة صباح 21 آذار 1958، توجهت فايزة أحمد إلى الإذاعة المصرية وسجلت الأغنية، لتُبث في العاشرة مساءً في عيد الأم، ومنذ ذلك الحين أصبحت “ست الحبايب” الأغنية الرسمية لكل أم، وتعيش في وجدان الأجيال حتى اليوم.