خرق سرب من الطائرات الحربية الإسرائيلية الأجواء السورية، اليوم الخميس، في تحرك جوي واسع النطاق امتدّ من الجنوب السوري وصولاً إلى منطقة لواء إسكندرون شمالاً، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية وهيئة البث الإسرائيلية.
وأوضحت الهيئة أن طيران الجيش نفّذ جولة عملياتية فوق مدينة حمص لجمع المعلومات، فيما أكد مراسلو العربية/الحدث تسجيل تحليق مكثف لطائرات حربية في سماء سوريا. وذكرت مصادر ميدانية أن الطائرات انطلقت من أجواء القنيطرة وجبل الشيخ، واخترقت غرب دمشق، قبل انتقالها إلى محافظتي حمص وحماة، وصولاً إلى مناطق في ريف اللاذقية وريف إدلب الجنوبي والشرقي.
كما أشار التلفزيون السوري إلى أن بعض الطائرات اقتربت من لواء إسكندرون، في تحرك يُعد من الأوسع خلال الأشهر الأخيرة.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيري الدفاع والخارجية لمناطق تسيطر عليها إسرائيل في جنوب سوريا. وخلال لقائه الجنود، شدد نتنياهو على أهمية “القدرة الدفاعية والهجومية” لحماية الحدود الشمالية وحلفاء إسرائيل الدروز، بحسب تعبيره.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن الجولة الميدانية تأتي في سياق جهود أميركية لتوقيع اتفاقية أمنية بين إسرائيل وسوريا، في وقت تحدثت فيه “يديعوت أحرونوت” عن تقييم شامل للأوضاع على الجبهة الشمالية.
في المقابل، أدانت دمشق “بأشد العبارات” زيارة المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أنها انتهاك خطير لسيادة البلاد ومحاولة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن. ووصفت وزارة الخارجية السورية جميع الإجراءات الإسرائيلية في الجنوب بأنها “باطلة ولا ترتّب أي أثر قانوني”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من التطورات، كما دانت الأردن الخطوة الإسرائيلية واعتبرتها “مساساً بسيادة دولة عربية وتصعيداً خطيراً”.
وتأتي هذه التحركات بينما تشير هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المفاوضات مع سوريا وصلت إلى طريق مسدود، خصوصاً بعد خلاف حول مسألة الانسحاب من الجنوب السوري، رغم اعتراف الرئيس السوري أحمد الشرع الأسبوع الماضي بأن بلاده منخرطة في مفاوضات مباشرة “قطعت شوطاً جيداً” مع الجانب الإسرائيلي.