في أجواء درامية مؤثرة ومليئة بالتشويق، تنطلق أحداث المسلسل العربي الجديد “سلمى” عبر قناة MBC1 ومنصة “شاهد”، مقدّماً قصة اجتماعية تمتد على 90 حلقة، تروي حكاية امرأة تواجه الحياة والمجتمع بعد فقدان زوجها في ظروف غامضة، وتسعى بكل قوتها لتربية طفليها.
يُسلّط المسلسل الضوء على دور الأم في مواجهة العقبات، ويستعرض التحديات التي تعيشها المرأة في مجتمع لا يرحم، من خلال قصة مليئة بالاحتواء، والتضحية، والصراعات العائلية.
إلى جانب المسار الرئيسي، يتناول العمل عدداً من القصص الجانبية المرتبطة بالبطلة “سلمى”، ومنها قطيعتها لوالدتها “هويدا” منذ سنوات، وعلاقتها المتوترة مع أختها غير الشقيقة “ميرنا”، إلى جانب علاقاتها الاجتماعية المتعددة، سواء مع صديقاتها أو جيرانها، مما يضيف عمقاً إلى العمل وشخصياته.
المسلسل من كتابة لبنى مشلح ومي حايك، تحت إشراف عام لـسارة دبوس، وإخراج أندر أمير (Ender Emir). يضم العمل نخبة من نجوم الدراما اللبنانية والسورية، من بينهم: مرام علي، نيقولا معوض، ستيفاني عطالله، تقلا شمعون، طوني عيسى، نقولا دانيال، مجدي مشموشي، نانسي خوري، رنا كرم، فرح بيطار، وسام صباغ، سعد مينا، نتاشا شوفاني، إلى جانب خالد السيد، ألكو داوود، نغم أبو شديد، بيار داغر، والطفلين روسيل الإبراهيم وأحمد شاويش.
مرام علي: دور “السهل الممتنع”
عن بطولتها للعمل، تقول مرام علي:
“أن سلمى أمّ لطفلين، وهي امرأة عاملة لتعيلهما، وهذا الدور أسمّيه السهل الممتنع بصراحة، وأكثر ما يسعدني هو أن هناك دائماً رسالة إلى جميع النساء مفادها أنه مهما كانت المرأة عاطفية، فهذا لا يمنعها من أن تكون قوية وحاسمة في مواجهة المواقف”.
وتتابع:
“هذا أكبر دور حصلت عليه، وهو مختلف عما سبقه، لجهة الأداء والمضمون، وقد حرصت على تقديم الشخصية بعمق لجهة المضمون أو الأداء الدرامي، ولجهة الإكسسوارات والملابس… سلمى تمثّل المرأة القوية في مواقفها، التي لا تستلم رغم أنها عاطفية جداً، أو ربما بسبب هذه العاطفة وسعيها لحماية طفليها اللذين تربّيهما بمفردها من دون أب في مجتمع صعب، فهل تتمكن من مواجهة العقبات وتجاوز الصعاب؟”.
وتوضح حول علاقتها بالشخصيات الأخرى:
“علاقة سلمى بأمها وأختها غير سليمة، وهي لديها وجهة نظر مغايرة للحقيقة بسبب تراكمات وماض عاشته… ومن يمثل السند لسلمى هو أحد الجيران الذي يحبها بينما هي تعتبره مجرد صديق، أضف إلى ذلك الأحداث الكثيرة التي تواجهها سلمى، والتطورات الصحية التي تتعرض لها”.
وتختم بالقول:
“إن سلمى هي فاقدة للأم، لكنها الأكثر قدرةً على إعطاء معنى الأمومة بأسمى مشاعرها لولديها”.
نيقولا معوض: الدراما الواقعية هي الأهم
من جهته، يعبّر نيقولا معوض عن سعادته بالعمل إلى جانب مرام علي قائلاً:
“منذ اللقاء الأول، كان هناك انسجام كبير بيننا، وهذا ما سيلمسه المشاهد حتماً”.
ويضيف:
“لقد سئمنا من الأعمال الدرامية التي تعرض الحياة بأحداثها السعيدة فقط. وجمال هذا المسلسل يكمن في أحداثه التي تدور في حارة شعبية، ويسلّط الضوء على مشاكل المرأة، وتحديداً معاناة الطبقتين المتوسطة والفقيرة”.
ويكمل:
“قلّما نجد في الدراما العربية أعمالاً تتناول معاناة المرأة في مواجهة الظروف الصعبة من أجل تربية أبنائها. وأنا سعيد لأن العمل يضيء على هذه الفئة من الناس، فالجمهور اشتاق لقصص تشبه واقعه”.
ويؤكد على اختياراته التمثيلية قائلاً:
“كل شخصية من الشخصيات التي قدّمتها لها نكهتها الخاصة، وأتعامل مع النص المعرّب وكأنه نص أصلي، وأحرص على عدم مشاهدة العمل الأصلي كي لا أتأثر بأداء الممثل الآخر، ولكي أعطي الشخصية خصوصية وشكلاً فريداً”.
ستيفاني عطالله: شخصية “ميرنا” تعاني… وليست شريرة
تتحدث ستيفاني عطالله عن الخط الاجتماعي للعمل، مؤكدة:
“العمل يتناول قضايا اجتماعية مهمة وأساسية، ويسلّط الضوء على وجود المرأة داخل الأسرة وفي المجتمع”.
وتتابع عن شخصيتها “ميرنا”:
“هي طالبة جامعية تدرس الفنون، وتتمتع بحس فني، وعلى الرغم من أن بعض المشاهدين قد يصفونها بالشخصية الشريرة في العمل، إلا أنني كممثلة للشخصية، وقعت في حبها وتفهّمت دوافعها، لأن ميرنا تعاني من نقص داخلي، ولا تعرف كيف تملأ هذا الفراغ، فتلجأ إلى التمرّد على كل شيء من حولها. من هنا أفضل ألاّ أصفها بالشريرة، بل أراها شخصية تعاني”.
وتضيف:
“شخصية ميرنا بعيدة كل البعد عن شخصيتي الحقيقية، لكنني أفهمها لأنها تعبر عن شخص يعاني من نقص، فتتصرف بعنف وجرأة مفرطة، ولا تحترم الآخرين. هي شخصية تعاني من حالة نفسية تحتاج إلى علاج جدي ومتابعة، لكنها ترفض الاعتراف بذلك، وتحمل في داخلها ألف مشكلة ومشكلة، وتعاني من اضطراب معين وتتمرد على واقعها، ولا تعترف بأخطائها، ولديها هواجس البارانويا، كما أنها متعددة الوجوه، وتتخللها علاقة حب وكره قوية، خاصة مع شقيقتها، ثم علاقة غريبة مع أولاد أختها وستكون مفاجئة للمشاهدين”.
تقلا شمعون: “هويدا” ضحية زمنها
تُشيد تقلا شمعون بالتنوّع النسائي في شخصيات العمل، قائلة:
“نتعرف هنا على نماذج مختلفة من النساء، لكلٍ منهنّ قصتها”.
وعن دورها في العمل، توضح:
“هي امرأة عاشت في زمن اتّسم بضوابط اجتماعية صارمة، حيث كان الاختيار التقليدي للزوج أمراً مفروضاً على الفتاة، وأدى ذلك إلى أذى كبير في حياة هويدا، وامتد أثره السلبي الى ابنتها سلمى”.
وتضيف عن “سلمى”:
“عاشت طفولة بائسة، في كنف أسرة تفتقر إلى الاستقرار العاطفي بسبب الصراعات الدائمة بين والديها، مما ترك أثراً مؤلماً في صميم شخصيتها”.
وتتابع:
“ما أضرّ سلمى أكثر هو شعورها بفقدان الأم، حيث تركتها وحيدة مع والدها وجدّتها وهي في الثامنة من عمرها، مما خلق لديها شعوراً بالعدائية تجاه والدتها، لم تتمكن من تجاوزه بمرور الوقت”.
وتشيد بالموضوع الذي يطرحه العمل:
“لعلها المرة الأولى التي تقدّم فيها MBC بين إنتاجاتها المعرّبة قصة تضيء على المجتمع متوسط الدخل والفقير، حيث نشاهد أنماطاً متنوعة من الأفراد، وخاصة النساء”.
وتختتم حديثها عن شخصيتي ابنتيها:
“الأولى هي سلمى، التي إلى جانب معاناتها، تفقد زوجها في ظروف غامضة، وتجد نفسها في مواجهة مشاكل اجتماعية صعبة، بلا وظيفة تؤمّن لها ولأولادها عيش حياة كريمة، وفي مجتمع لا يرحم… والابنة الثانية هي ميرنا التي تربّت على الدلال المفرط، ويبدو أن هويدا حاولت تعويض ما لم تفعله مع ابنتها الكبرى من خلال تدليل ابنتها الصغرى، لكن هذا الدلال الزائد تسبب في أزمة نفسية لميرنا”.