في خطوة وُصفت بـ«النوعية والدقيقة»، أعلنت وزارة الداخلية السورية مساء الثلاثاء عن إلقاء القبض على العقيد الركن ثائر حسين، أحد معاوني مدير سجن صيدنايا السيئ السمعة، الذي يُعرف بـ«المسلخ» بسبب حجم الانتهاكات المرتكبة داخله بحق المعتقلين السياسيين. وتمت العملية أثناء اختباء حسين في منطقة نائية بريف طرطوس، وتمت إحالته إلى القضاء المختص.
وفي تطور مشابه، أوقفت قيادة الأمن الداخلي في محافظة إدلب العقيد زياد كوكش، أحد أبرز المتورطين في جرائم الحرب خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، والمتهم بقيادة حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين، قبل أن ينضم لاحقاً إلى «الفرقة 25» بقيادة سهيل الحسن، أحد أبرز المطلوبين دولياً.
كما أفادت تقارير محلية باعتقال ماهر درويش، أحد العاملين في «الجناح الأحمر» داخل سجن صيدنايا، والذي يوصف بـ«جناح الموت» نظراً لما شهد من عمليات تصفية جسدية بحق عشرات الآلاف من المعتقلين. وذكرت مصادر أن درويش يُعد من المسؤولين المباشرين عن التعذيب داخل هذا الجناح.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال أحد منفذي مجزرة حي كرم الزيتون في حمص، التي وقعت في يناير (كانون الثاني) 2012 وراح ضحيتها أكثر من 43 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، واستمرت لأيام. وقد نُشر مقطع فيديو يتضمن اعترافات مباشرة للمتهم من موقع المجزرة.
وفي موازاة هذه التطورات الداخلية، شهد الجنوب السوري تحركات لافتة لقوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف)، التي استأنفت مؤخراً جولاتها في مناطق قريبة من الجولان المحتل، وسط توغلات إسرائيلية متكررة في محافظتي القنيطرة ودرعا.
وأفاد موقع «درعا 24» بأن رتلًا تابعًا لـ«أوندوف» أجرى جولات في مدينة نوى وقرية الحميدية، وسط تكهنات حول أهداف التحرك، خصوصاً في ظل زيارة قام بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا إلى دمشق قبل أيام.
وفيما أكد لاكروا أهمية استئناف عمليات «أوندوف» وتوسيعها، جدد موقف الأمم المتحدة القاضي باعتبار الوجود العسكري الإسرائيلي في «المنطقة العازلة» خرقاً لاتفاق 1974، مشيراً إلى تحسن في التواصل مع السلطات السورية الجديدة منذ بدء مرحلة الانتقال السياسي.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي صوّت بالإجماع، الاثنين، على تمديد ولاية «أوندوف» لستة أشهر، فيما تحدثت مصادر دبلوماسية عن محادثات غير معلنة بين إسرائيل وسوريا، تتركز على «ترتيبات أمنية محدودة» واحتمال انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب البلاد بعد تغييرات مرتقبة في القيادة السورية نهاية العام الحالي.