كشفت سلسلة اختبارات أجرتها شركة “ميلوير بايتس” المتخصصة في برامج مكافحة الفيروسات عن قدرات مقلقة جديدة لمنصة المحادثات الذكية “شات جي.بي.تي”. فقد تبين أن المنصة قادرة على تحديد موقع الأشخاص بدقة من خلال تحليل صور تبدو غير واضحة ولا تحتوي على بيانات الموقع، بالإضافة إلى قدرتها على إنشاء مقاطع فيديو “مزيفة بدقة متناهية” يصعب اكتشاف تزييفها بشكل كبير.
وأوضحت “ميلوير بايتس” أن “شات جي.بي.تي” يتمتع بقدرة “مريبة” على “تخمين المواقع الجغرافية” للمستخدمين بناءً على أدنى القرائن البصرية الموجودة في الصور، حتى تلك التي تفتقر إلى بيانات التعريف مثل الموقع الجغرافي ووقت وتاريخ التقاط الصورة. وحذرت الشركة من أن “هناك أسبابًا وجيهة للقلق بشأن ما يظهر في خلفيات الصور، لأن الذكاء الاصطناعي أصبح ماهرًا جدًا في تخمين موقعك بناءً على أبسط الأدلة”، مثل تفاصيل الهندسة المعمارية أو البيئة المحيطة.
وفي سياق متصل، نشرت دراسة حديثة مشتركة بين معهد فراونهوفر هاينريش هيرتز وجامعة هومبولت في برلين نتائج اختبارات تظهر قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد “إشارات دقيقة مرتبطة بنبضات القلب” في مقاطع الفيديو المزيفة، وهو ما كان يُعتبر سابقًا نقطة ضعف يمكن من خلالها كشف التزييف العميق. وأشار الفريق البحثي إلى أن هذا التطور يجعل اكتشاف المحتوى المتلاعب به بصريًا أكثر صعوبة، حيث لم تعد تقنيات كشف نبضات القلب فعالة في مواجهة أساليب التزييف العميق الحالية. ومع ذلك، اقترح الباحثون أن تحليل التوزيع المكاني لتدفق الدم في الفيديو قد يمثل طريقة جديدة للكشف عن مقاطع الفيديو المزيفة عالية الجودة.