عارضات شانيل


في خطوة أعادت رسم قواعد العروض الموسمية، اختارت دار Chanel محطة مترو في نيويورك لتقديم أول عروض Métiers d’Art تحت الإدارة الإبداعية لماثيو بليزي. هذه الخطوة الدقيقة والواعية وضعت الدار في نقطة توازن فريدة بين الحِرفة التقليدية والطاقة الحضرية المعاصرة.

نيويورك ليست مجرد مدينة بالنسبة لشانيل؛ فقد كانت منذ أوائل القرن العشرين من أوائل الأسواق التي احتضنت تصاميم غابرييل شانيل، قبل أن تزورها شخصيًا عام 1931 لتؤكد تأثيرها الكبير في عالم الموضة.

اليوم، أعاد بليزي إرث الدار إلى مكانه الطبيعي، لكنه قدّمه بثقل معاصر. عرض الحرفيين من Maisons d’Art لم يكن في قاعات كلاسيكية، بل في فضاء حضري يظهر قيمة العمل اليدوي ضمن سياق عصري. التطريز، الريش، الدانتيل، صناعة الأزرار والأحذية… كل تفصيل يحمل توقيع إحدى الدور الـ11 المشاركة، ويجسد المهارة التي تشكل هوية شانيل بعيدًا عن شعاريات البراندينغ التقليدية.

المترو، بصلابته المعدنية، شكّل خلفية مثالية لتسليط الضوء على التناقض المقصود: أقمشة مترفة تتحرك بثقة في فضاء حضري خام، وإضاءة تعكس الطابع الصناعي للمدينة بينما تبرز أدق اللمسات اليدوية.

النتيجة؟ عرض يؤكد أن شانيل لا تكتفي بالحفاظ على الحِرفة، بل تعيد تعريفها لتواكب الحاضر، وتقدّم صياغة جديدة للفخامة تتناغم مع الواقع وتعلو فوقه.

في نيويورك، لم يكن عرض شانيل مجرد حدث أزياء، بل رسالة واضحة حول مستقبل الرفاهية والحرفية اليدوية.

البحث