شانيل

في عرض أزياء شانيل لموسم خريف 2025، لم يكن اختيار قماش الشيفون تفصيلًا عابرًا، بل خطوة جريئة أعادت تعريف معادلة الأناقة في موسم يرتبط عادة بالأقمشة الثقيلة مثل التويد والصوف. وبينما اعتادت الدار الفرنسية العريقة على البناء البنيوي والقصّات الصارمة، جاء الشيفون خفيفًا، متمايلًا، وشفافًا ليزرع التناقض بعناية، ويضيف أبعادًا شاعرية وحركية إلى المجموعة.

بين الخفة والبنية، أنثى شانيل تتنفس

دمج الشيفون في المجموعة أتاح توازنًا بصريًا بين الكتلة والفراغ، حيث ظهرت فساتين وتفاصيل شفافة تُلامس التويد والمعاطف الثقيلة، وكأنها همسة أنثوية داخل صخب بنيوي. هذه الثنائيات خلقت سردًا بصريًا غنيًا يجمع بين النعومة والانضباط، بين الإرث والابتكار.

تجديد دون خيانة الرموز

في مشهد تحترمه فيه شانيل رموزها التاريخية (اللؤلؤ، التويد، الزهور)، جاء الشيفون ليكون مكملًا لا مهددًا، ووسيلة لتجديد البصمة دون تفكيكها. بدلاً من تقويض الهوية، ساهم في تعميقها من خلال إشراك الخفة كقيمة بصرية ومعنوية، تعكس حاجة المرأة العصرية للجمال دون ثقل.

صدى لتيارات الموضة العالمية

تتماشى هذه المقاربة مع المزاج العالمي في الموضة، الذي يميل إلى الشفافية والرومانسية والخفة البصرية حتى في مواسم البرد، في دلالة على أن التعبير الجمالي لا يجب أن يخضع فقط لقسوة المناخ، بل أيضًا لإيقاع النفس البشرية.

رمزية موسمية وأبعاد نفسية

في موسم يُعرف بالجمود البصري والملامح القاتمة، يأتي الشيفون ليمنح الضوء منفذًا، والحركة حرية، والأنوثة تعبيرًا رقيقًا، في إعادة صياغة للموسم من خلال عدسة حالمة، ترمز ربما إلى الداخل الدافئ وسط برودة الخارج.

البحث