مسكنات وشوكولا

شهدت الصين مؤخراً ظاهرة اجتماعية فريدة بين فئة الشباب، تمثّلت في زياراتهم لقبور شخصيات تاريخية بارزة وتقديمهم قرابين رمزية غير مألوفة، تعكس مزيجاً من الاحترام والطرافة تجاه رموز الماضي.

وفي التفاصيل، فقد توافد محبو التاريخ بعد مهرجان “تشينغ مينغ” المخصص لتكريم الأسلاف، إلى مقابر الشعراء والقادة القدماء، حاملين هدايا عصرية تتناسب مع حياة كل شخصية: فالنبيذ وُضع أمام قبر الشاعر الأسطوري لي باي تكريماً لعشقه للخمر، والمسكنات تُركت عند قبر القائد تساو تساو المعروف بمعاناته من الصداع المزمن، فيما قدّم الزوار الشوكولا وشاي الحليب للبطل هوو تشوبيْنغ الذي توفي في الرابعة والعشرين من عمره، “تعويضاً عمّا فاته من حلاوة الحياة”.

وتحوّلت هذه الممارسات إلى ظاهرة واسعة الانتشار على الإنترنت، إذ تخطّت مشاهدات مقاطعها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية ملياري مشاهدة، فيما سارعت بعض السلطات المحلية إلى تخصيص أماكن مخصصة لتقديم القرابين في المواقع الأثرية استجابةً للإقبال المتزايد.

ويرى مؤيدو هذه الظاهرة أنها تقرّب الأجيال الشابة من تاريخها بطريقة مبتكرة وإيجابية، معتبرين أن “الشخصيات التاريخية هي النجوم الحقيقية التي لا تسقط أبداً”.
في المقابل، حذّر منتقدون من أن تتحوّل الفكرة إلى تسلية عابرة تُشوّه القيم الثقافية وتترك وراءها نفايات وازدحاماً حول الأضرحة.

البحث