تستعد مجموعة “جي 42″، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي ومقرها أبوظبي، للتوسع في الولايات المتحدة في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي خطوة استراتيجية، أنشأت “جي 42” مؤخراً شركة تابعة لها في الولايات المتحدة، بهدف تعزيز حضورها في السوق الأميركية. وأكدت الشركة، المدعومة من صندوق الاستثمار السيادي “مبادلة”، التزامها بتوسيع نطاق عملها في أمريكا، مشيرة إلى أنها أسست كياناً قانونياً لهذا الغرض.
توسيع التعاون مع الشركات الأميركية
ووفقاً لمصادر مطلعة، من المتوقع أن تعلن بعض الشركات التابعة لـ “جي 42” التي تعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومراكز البيانات عن خطط عملها في السوق الأميركي خلال الأشهر المقبلة. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية أوسع لدولة الإمارات، التي تراهن على الذكاء الاصطناعي لتطوير اقتصادها وتعزيز موقعها التنافسي في هذا القطاع الحيوي.
دعم رسمي للتوسع في أميركا
يترأس الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، جهود التوسع الإماراتي في هذا المجال بالتعاون مع الولايات المتحدة. وقد عبّر الشيخ طحنون عن أهمية التعاون مع واشنطن في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تمثل المصدر الأهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي، التقى الشيخ طحنون بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض في مارس الماضي. وقد أسفرت الزيارة عن إعلان الإمارات عن خطة استثمارية ضخمة في الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدار عشر سنوات، مما يعكس التزام الإمارات بالاستثمار طويل الأمد في الاقتصاد الأميركي.
استثمارات وتوسعات جديدة
في هذا السياق، سجلت “جي 42” في يناير الماضي كياناً قانونياً جديداً في ولاية ديلاوير تحت اسم “G42 USA”. كما أعلنت شركة “Core42″، التابعة للمجموعة والمتخصصة في الحوسبة السحابية، عن خطط لإطلاق خدماتها في الولايات المتحدة. وقد استثمرت “جي 42” العام الماضي 335 مليون دولار في شركة “Cerebras” الأميركية المتخصصة في تصنيع الرقائق الإلكترونية.
وفيما يخص الاستثمارات الأخرى، كانت شركة “مايكروسوفت” قد استثمرت 1.5 مليار دولار في “جي 42” العام الماضي، كما تضم الشركة مستثمرين أميركيين بارزين مثل مكتب عائلة المستثمر راي داليو وشركة الاستثمار “سيلفر ليك”.
توجهات مستقبلية في السوق الأميركية
رغم هذا التوسع الملحوظ، لا تزال تفاصيل خطط التوسع الخاصة بشركات أخرى تابعة لـ “جي 42” غير واضحة بالكامل. على سبيل المثال، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “خزنة” التابعة لـ “جي 42” أن الشركة لا تخطط في الوقت الحالي للدخول إلى السوق الأميركية، إذ تركز على الفرص في مناطق أخرى مثل آسيا والمحيط الهادئ.
وفي ظل السياسة الاقتصادية التي انتهجها الرئيس ترامب، يحرص المسؤولون الإماراتيون على التأكيد على التزامهم المستمر بالاستثمار في الولايات المتحدة، مشيرين إلى فائضهم التجاري الإيجابي مع واشنطن.
استثمارات استراتيجية طويلة الأمد
في هذا السياق، أشار خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة “مبادلة”، إلى أن المؤسسات الاستثمارية الإماراتية تعد من أكبر المستثمرين الأجانب في الاقتصاد الأميركي خلال العقدين الأخيرين، وهو ما يعكس استدامة هذا التوجه الاستثماري في المستقبل.