عناصر من «قوات الدعم السريع» في الفاشر عاصمة شمال دارفور

عاد التوتر الميداني ليخيّم مجدداً على ولاية شمال كردفان السودانية، بعد فترة من الهدوء النسبي، إثر اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، التي أعلنت سيطرتها على مناطق جديدة غرب الولاية وشرقها.

وأفادت «الدعم السريع» في بيان أصدرته مساء الأربعاء أنها انتزعت السيطرة على منطقتي أم صميمة وأم سيالة شمال وغرب الولاية، واصفة المعارك بـ«الحاسمة»، مشيرة إلى أنها استولت على عشرات العربات القتالية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وأن عمليات التمشيط والتوثيق لا تزال جارية.

وبثّت القوات مقاطع مصورة زعمت أنها توثق «غنائم وأسرى»، إضافة إلى صور تُظهر جثث قتلى قالت إنهم من صفوف الجيش.

في المقابل، لم يصدر الجيش السوداني بياناً رسمياً حول التطورات، غير أن شهود عيان أشاروا إلى اندلاع معارك برية عنيفة، في ظل تحرك قوات الجيش بالتنسيق مع كتائب «البراء بن مالك» الإسلامية ووحدات «درع السودان» لمحاولة استعادة المواقع التي سقطت بيد «الدعم السريع».

وذكرت مصادر مطلعة أن العمليات تستهدف إعادة السيطرة على محليات جبرة الشيخ وبارا، وربط القوات الحكومية في مدينة الأبيض مع نظيراتها في الخرطوم ووسط البلاد، تمهيداً للتوجه نحو غرب السودان وفك الحصار عن مدينة الفاشر في دارفور.

في سياق متصل، ظهر أبو عاقلة كيكل، القائد المنشق عن «الدعم السريع» وقائد قوات «درع السودان»، في مقطع فيديو الخميس، مؤكداً تمسّكه بالبقاء في كردفان رغم الخسائر، قائلاً: «نحن في كردفان وسنموت فيها، وأي شيء في الحرب ممكن».

وتزامنت المواجهات مع إعلان «الدعم السريع» تشكيل حكومة موازية في نيالا برئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تحدٍ للحكومة الانتقالية في بورتسودان بقيادة كامل إدريس، التي أعلنت هي الأخرى تشكيلة حكومية من 22 وزيراً.

ويستمر النزاع المفتوح بين الجيش و«الدعم السريع» منذ أبريل 2023، موقعاً آلاف القتلى وملايين النازحين، وسط انقسام سياسي متفاقم وتدهور حاد في الوضع الإنساني. وتكتسب ولاية شمال كردفان أهمية استراتيجية، إذ تشكّل صلة وصل بين دارفور والخرطوم، ومعبراً رئيسياً للإمدادات والتحركات العسكرية.

البحث