شعار شات جي بي تي

قررت شركة “أوبن إيه آي” تأجيل إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة المخطط إضافتها إلى روبوت الدردشة “شات جي بي تي”، للتركيز على تحسين جودة الخدمة الأساسية، وفق ما كشفته مذكرة داخلية نقلتها صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”ذي إنفورميشن”.

الميزات التي تم تأجيلها تشمل الإعلانات، ووكلاء الذكاء الاصطناعي للتسوق والمهام المختلفة، إضافة إلى مساعد رقمي جديد يحمل اسم “Pulse”. وأبلغ الرئيس التنفيذي سام ألتمان الموظفين بأن المرحلة الحالية تتطلب تحسينات كبيرة في سرعة النموذج، وموثوقيته، وقدرته على الإجابة، إلى جانب توسيع خيارات التخصيص.

يأتي هذا التوجّه في ظل ضغوط متصاعدة من المنافسين، خصوصًا “غوغل”، التي تُظهر أحدث نماذج “جيميني” تفوقًا في اختبارات معايير الصناعة، بحسب موقع “Android Authority”. وارتفع عدد مستخدمي “جيميني” النشطين شهريًا إلى 650 مليون مستخدم في أكتوبر، مقابل 450 مليونًا في يوليو، مقتربًا من أرقام “شات جي بي تي” الذي سجّل 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا في سبتمبر.

كما تواجه “أوبن إيه آي” منافسة متزايدة من شركة “أنثروبيك” المطوّرة لروبوت “كلود”، التي تحقق تقدمًا كبيرًا في قطاع المؤسسات، بينما لا تزال “أوبن إيه آي” بعيدة عن تحقيق الأرباح. وتشير تقديرات داخلية إلى أن الشركة قد تسجّل خسائر تصل إلى 74 مليار دولار في عام 2028، في مقابل توقعات بوصول “أنثروبيك” إلى نقطة التعادل في العام نفسه.

ويعتمد قطاع الذكاء الاصطناعي حاليًا على استثمارات ضخمة و”صفقات دائرية” بين الشركات الكبرى، ما يجعل توقعات الربحية غير مؤكدة. ورغم ذلك، تمضي “أوبن إيه آي” في خطط استثمار مئات المليارات في مراكز البيانات خلال السنوات المقبلة.

الخطوة تعكس توجهاً غير معتاد في عالم التكنولوجيا السريع النمو، إذ اختارت الشركة التراجع مؤقتاً عن إطلاق ميزات جديدة لصالح تعزيز المنتج الرئيسي في مواجهة سباق نماذج الذكاء الاصطناعي.

البحث