في خطوة بدت للوهلة الأولى إجراءً احترازياً ذكياً، لجأ عدد من الأشخاص إلى طمس صور منازلهم على خرائط غوغل، ظناً منهم أنها وسيلة فعالة لحمايتهم من عمليات السرقة والتطفل. هذه النصيحة التي روّج لها بعض المستشارين الأمنيين، كانت مبنية على فرضية أن اللصوص يستخدمون خاصية Google Street View لتحديد المداخل وأنظمة الحماية.
لكن المفاجأة جاءت سريعاً، حين تراجع خبراء الأمن السيبراني عن دعم هذه الخطوة، بل وحذروا من عواقبها، مؤكدين أنها قد تزيد من مخاطر الاستهداف بدلاً من تقليلها.
المستشار الأمني غوزيف شتاينبرغ صرّح قائلاً:
“إذا قمت بتمويه منزلك، فذلك يثير اهتمامي كمجرم. أنت تخبرني بأن هناك شيئاً يستحق الإخفاء”.
وأضاف أن هذه الظاهرة تشبه ما يُعرف بـ”تأثير سترايساند“، في إشارة إلى محاولة الفنانة باربرا سترايسند إخفاء صورة لمنزلها في عام 2002 عبر مقاضاة المصور، ما أدى إلى نشر الصورة على نطاق واسع وجذب الانتباه أكثر مما لو تجاهلتها.
في بعض مناطق لندن الراقية مثل كينسينجتون ومايفير ونايتسبريدج، أصبحت العديد من المباني غير واضحة تماماً على الخرائط، ما قد يعطي الانطباع بأن سكانها يحاولون إخفاء شيء ذي قيمة، وهو ما يعتبر إشارة مغرية للمخترقين واللصوص.
ولم يتوقف الجدل عند الأثر العكسي فحسب، بل أكد مستخدمو Reddit أن طمس المنزل ليس فعالاً تقنياً، حيث يمكن رؤية العقار من زوايا مختلفة أو من الأعلى بمجرد تغيير منظور الرؤية في Street View.
الأمر المزعج الآخر، بحسب الخبراء، هو أن طمس صورة المنزل لا يمكن التراجع عنه حتى بعد تغيير المالك أو بيع العقار.
وهو ما اشتكى منه بعض المستخدمين الذين اعتبروا الإجراء مبالغاً فيه وغير مرن.