يعاني كثيرون من طنين الأذن، وهو اضطراب يسبب سماع أصوات غير موجودة في الواقع، مثل رنين أو أزيز، ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية، وقد يؤدي إلى القلق أو الاكتئاب، خاصة لدى أولئك الذين تستمر معهم الحالة لفترات طويلة.
وبحسب ما نشره موقع Science Alert، لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لطنين الأذن، ما يدفع الباحثين إلى دراسة طرق جديدة للتعامل معه. وتشير مراجعة علمية أجراها باحثون من جامعة أكسفورد إلى أن النوم قد يكون مفتاحًا لفهم هذا الاضطراب بشكل أفضل، وبالتالي تطوير أساليب علاجية فعالة مستقبلًا.
✦ الطنين… إدراك وهمي
طنين الأذن يُصنَّف كـ”إدراك وهمي”، إذ يسمع الشخص أصواتًا غير حقيقية في حالة اليقظة، على عكس أغلب الإدراكات الوهمية التي تحدث عادة أثناء النوم.
هذا النوع من الطنين يرتبط بتغيرات في نشاط الدماغ، خصوصًا في المناطق المسؤولة عن السمع، وهي مناطق تُظهر فرط نشاط مشابه لما يحدث أثناء النوم، مما يربط بين الطنين وبعض مراحل النوم.
✦ الرابط بين النوم وطنين الأذن
أظهرت الدراسة أن هناك آليتين دماغيتين مشتركَتين بين النوم وطنين الأذن. عند فهم هذه الآليات، قد نتمكن من التحكم في الطنين أو التخفيف من حدته.
أحد أبرز هذه المراحل هو نوم الموجة البطيئة أو ما يُعرف بـ”النوم العميق”، وهي مرحلة ضرورية لتعافي الخلايا العصبية وتعزيز الراحة والذاكرة. خلال هذه المرحلة، ينتقل نشاط الدماغ على شكل “موجات” بين مناطق مختلفة، مثل مراكز الذاكرة والسمع.
لكن، إذا استمر فرط نشاط بعض مناطق الدماغ، فقد تظل مستيقظة جزئيًا خلال النوم، مثل ما يحدث في اضطرابات المشي أثناء النوم أو في حالات الطنين، مما يفسر لماذا يعاني بعض المصابين من كوابيس أو نوم متقطع.
✦ لماذا ينام المصابون بطنين الأذن نومًا أقل عمقًا؟
تبين أن الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن يقضون وقتًا أطول في مراحل النوم الخفيف، وقد يكون السبب هو أن الطنين يعوق الدماغ عن إنتاج موجات النوم البطيئة. لكن المفاجأة أن بعض مراحل النوم العميق لا تتأثر بالطنين، وربما يكون النوم العميق قادرًا على قمع الطنين مؤقتًا، ما يفسر قدرة بعض المصابين على النوم العميق رغم وجود الطنين.
✦ نحو علاج أفضل عبر النوم
تشير الدراسات إلى أن شدة الطنين تختلف خلال اليوم، لذا فإن رصد التغيّرات في شدة الطنين أثناء النوم يمكن أن يوفر فهمًا أعمق لآلية حدوثه.
من هنا، يقترح العلماء نماذج علاجية تعتمد على تحسين جودة النوم، مثل “تقييد النوم” حيث يُنصح المرضى بالخلود إلى النوم فقط عندما يشعرون بالتعب الشديد، ما يساعد في تعزيز النوم العميق وموجاته البطيئة.
كما يمكن استخدام تسجيلات لنشاط الدماغ أثناء النوم لمراقبة العلاقة بين مراحل النوم وظهور الطنين، ما قد يفتح الباب أمام علاجات جديدة قائمة على تعديل النشاط الدماغي الطبيعي.