في مأساة هزت المجتمع البريطاني، تحقق السلطات في ملابسات انتحار روزي فيندر، الشابة البالغة من العمر 26 عامًا، والتي أنهت حياتها بشكل مأساوي بالاستلقاء أمام قطار في فبراير 2022. تتهم عائلة فيندر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بالإهمال الصارخ في تقديم الرعاية اللازمة لابنتهم، التي كانت تعاني من أزمة نفسية معقدة ومتشعبة.
تفاصيل القضية تكشف عن معاناة مروعة، حيث كانت روزي تسمع أصواتًا غريبة قبل وفاتها، وتعاني من اضطرابات نفسية خطيرة أثرت على كل جوانب حياتها. وترى عائلتها المكلومة أن مؤسسة Southern Health، التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، قد خذلتها بشكل فادح، ولم تقدم الدعم الكافي لروزي رغم حاجتها الماسة إليه.
يشير شاهد خبير إلى أن تدهور حالة روزي النفسية تزامن مع جائحة كوفيد والقيود الصارمة المفروضة على الخدمات الصحية، مما فاقم من معاناتها. كما كشفت التحقيقات عن تعرض روزي للاستغلال من قبل مدرسها السابق، نيكولاس هاينز، الذي سُجن بسبب علاقتهما غير القانونية، مما أضاف طبقة أخرى من التعقيد إلى حالتها النفسية.
قبل وفاتها المأساوية، كانت روزي تعاني من إفراط في شرب الكحول، ونظافة مفرطة، وهلوسات مزعجة. كما كانت تعاني من جنون العظمة، ووسواس قهري شديد، وخوف مرضي من الجراثيم، مما جعل حياتها اليومية كابوسًا لا يطاق. وقد أخبرت روزي والدتها عن “كيان شرير” يمنعها من النوم، وكانت تراودها أفكار انتحارية متكررة.
وأفاد هاينز، شريك روزي السابق، بأن السلطات لم تقدم لها المساعدة الكافية، وأنها كانت ترفض المساعدة في كثير من الأحيان بسبب اضطراب الوسواس القهري الذي كانت تعاني منه. كما كانت روزي تتلقى أخبارًا سلبية باستمرار عن قوائم الانتظار الطويلة والتأخيرات في التواصل مع الأطباء، مما زاد من يأسها وإحباطها.
ومن جهتها، أقرت مسؤولة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بوجود تحسينات كبيرة في خدمات الصحة النفسية بعد وفاة روزي.