في ظل تزايد الضغوط النفسية الناتجة عن الحياة العصرية السريعة، بدأ البعض في البحث عن طرق غير تقليدية لعلاج الاكتئاب. إحدى هذه الطرق المثيرة للجدل هي “التجربة الجنائزية”، أو ما يعرف بـ”الدفن الوهمي”، والتي أُدرجت كعلاج نفسي في كوريا الجنوبية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من التوتر والاكتئاب.
تعتمد هذه الطريقة على محاكاة تجربة الموت، حيث يُطلب من المشاركين ارتداء ملابس الجنازة التقليدية وكتابة وصاياهم قبل أن يُقودوا عبر ممر مظلم إلى قاعة الجنازة. في هذه القاعة، يستلقون داخل توابيت مغلقة بينما يُطفأ الضوء لمدة 10 دقائق، في خطوة تهدف إلى “إعادة اكتشاف الحياة” من خلال مواجهة تجربة الموت الوهمية.
الهدف من هذه التجربة هو أن يمر الأشخاص بلحظات من التأمل العميق التي قد تعيد لهم القدرة على التقدير والنظر إلى حياتهم بشكل مختلف. وفقًا لتقارير، أفاد العديد من المشاركين بعد هذه التجربة بأنهم شعروا بنشاط وحيوية أكبر، وتراجع مستوى الاكتئاب لديهم.
هذه التجربة ليست مقتصرة فقط على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، بل يتم إرسال بعض موظفي الشركات الكبرى أيضًا لهذه التجربة بهدف رفع معنوياتهم وتعزيز روح الفريق. وقد انتشرت هذه التجربة في كوريا الجنوبية وأصبحت جزءًا من العلاج في بعض المؤسسات الخاصة التي تهتم بالسلامة النفسية.
في بلدان أخرى مثل الصين وهولندا، تم تطبيق مفهوم مشابه باستخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي لتقليد تجربة الموت.
رغم الشعبية المتزايدة لهذه الطريقة في بعض البلدان، إلا أن هناك اعتراضات من قبل المتخصصين في الطب النفسي. ناتاليا شيمشوك، أستاذة في الطب النفسي، تشير إلى أن “التجربة الجنائزية” قد توفر شعورًا مؤقتًا بالراحة، ولكنها لا تعالج المشكلات النفسية بشكل حقيقي. وتؤكد أن الشخص قد يعود إلى نفس الضغوط النفسية التي دفعته لتجربة هذه الممارسة.
من جهة أخرى، يعتقد ليو تولستوي، الفيلسوف الروسي، أن الشخص يجب أن يعمل على إيجاد السعادة الداخلية بشكل مستمر. وتدعو فلسفته إلى العناية الذاتية والبحث عن حلول عملية للتغلب على التوتر، بعيدًا عن التجارب التي قد تكون مؤقتة في تأثيرها.