حذّر خبراء في الصحة الجلدية من أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة قد يُسرّع من شيخوخة الجلد، ويؤدي إلى ظهور ما يُعرف بـ”التجاعيد الرقمية” و”الذقن المزدوج”، لاسيما في منطقة العنق، التي باتت تُعرف بـ”عنق التقنية”.
ووفق تقرير لصحيفة ذا صن البريطانية، فإن الانحناء المتكرر والنظر المستمر إلى الأسفل نحو شاشة الهاتف يؤدي إلى ثني الجلد وتجعيده في الرقبة، ما يُساهم في ترسيخ الخطوط الأفقية وظهور التجاعيد بشكل مبكر. وتُفاقم هذه الوضعية أيضاً مشاكل في العمود الفقري، وتُؤثر سلباً على جودة النوم.
ويُضاف إلى ذلك، أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة يسرّع شيخوخة الجلد عبر توليد جزيئات “الجذور الحرة” التي تُضعف خلايا الجلد وتؤثر على مرونته، بحسب ما أكد التقرير.
وفي هذا السياق، أوضحت طبيبة الجلد الأميركية، الدكتورة جانيت غراف، أن حركة الرقبة المستمرة أثناء استخدام الهاتف تُعزز من ترسيخ التجاعيد، داعية إلى رفع الهاتف لمستوى العين للتقليل من هذا الأثر، مشيرة إلى أن عيادات الجلدية باتت تستقبل مرضى في سن مبكرة يطلبون علاج تجاعيد العنق الناتجة عن الاستخدام الرقمي اليومي.
وتُظهر البيانات الحديثة أن الوعي العام بهذه الظاهرة في ازدياد، إذ كشفت دراسة أجرتها شركة LYMA البريطانية أن عمليات البحث عبر الإنترنت حول تأثير الضوء الأزرق على البشرة ارتفعت بنسبة تجاوزت 130%، بينما ارتفع الاهتمام بتمارين مكافحة التجاعيد بنسبة 120%.
ووصفت المتحدثة باسم الشركة هذه الظاهرة بقولها: “إذا كنت تقضي أيامك في التحديق للأسفل نحو هاتفك، فمن المحتمل أن مظهر رقبتك بدأ يدفع الثمن”، مشددة على أن “التجاعيد الرقمية” أصبحت وجهاً من وجوه الشيخوخة المبكرة التي فرضها الإدمان على التكنولوجيا.
ويُحذر الخبراء من أن “عنق التقنية” لم يعد مشكلة وظيفية فقط، بل بات يترك أثراً واضحاً على المظهر الخارجي، ليُصبح الهاتف الذكي شريكاً غير معلن في تسريع مظاهر التقدّم في العمر.