33bfec1dc95d69dee2d0c6e7755b90aa

واعد”. معكم يا صاحبَ الفخامة نؤكِّدُ أننا مدعوُّون إلى التضامن الداخلي أوَّلاً، قادةً روحيين وسياسيين، وأننا بحاجةٍ إلى الأشقَّاء العرب والأصدقاء المخلصين، للنهوض بلبنانَ المتصالحِ معَ نفسه والمبادِرِ إلى الإصلاح ليعودَ من جديدٍ، وأكثرَ ممَّا كان، منارةً للشرق ومقصدَاً لإخوانه العرب، بما فيه من مقوِّماتٍ طبيعية وثقافية واقتصادية واجتماعيةٍ كامنة تحتاجُ إلى أيادي الخير والمحبة والعملِ المُتقَنِ الدؤوب لتَبعثَ فيه النهضةَ والقوَّةَ من جديد”.

أضاف: “معكم يا صاحبَ الفخامة ومعَ أركان الدولة وفاعلياتِ البلاد سيتحوَّلُ الحُلُمُ إلى حقيقةٍ بعون الله، والحاضرُ إلى مستقبَلٍ واعدٍ، لأبنائنا المقيمين المطالِبين بالتغيير والتطوير ولأولئك المنتشرين في بلاد العالم القريب والبعيد، والذين يترقَّبون الخطواتِ العمليةَ للإصلاح والبناء، وقد بدأت تباشيرُها تظهر من حكومة الإصلاح والإنقاذ، وما علينا إلاَّ أن نستمرَّ في إيقاد جُذوةَ الشعورِ الوطني في أبنائنا للانخراطِ في مسيرة النهوض ووضعِ طاقاتِهم الغنيَّةِ والمتنوِّعة في خدمة الدولة والوطن. إننا ننتظرُ أن تبدأَ رحلةُ العمل لتحقيق الأمل، في ورشةٍ داخلية يشاركُ فيها الجميعُ، مجلساً وحكومةً وإدارةً ونُخَباً متنوِّعة، نحافظُ من خلالِها على سيادة بلادنا ونصونُ حدودَها وننهضُ باقتصادها ونُحصِّنُ مجتمعَها ونبني مؤسساتِها ونستثمرُ علاقاتِها، لنُعيدَ وطنَنا إلى خريطة العالم، بعمقِه العربيِّ وانفتاحه الدوليّ، وهذا ما يستحقُّه لبنانُ بما لديه من تراثٍ وطاقات، وبما يختزنُه من مقوِّمات حياة. جاء في الحديث الشريف قولُه (ص): “إنَّ اللَّهَ لا يَجمعُ أمَّتي علَى ضلالةٍ، ويدُ اللَّهِ معَ الجماعة”، وها نحن مجتمِعون على الحقِّ والخير، علَّنا نُحيي بلادَنا فنُخرجَ منها ما يُدهشُ العالَم، استناداً إلى قولِه تعالى في القرآن الكريم: “وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ”.

وتابع: “نحمَدُه تعالى ونشكرُه على نعمة وجودنا في هذه البلاد، وعلى نعمة وجود نخبةٍ مخلصة من أبناء الوطن في مواقع المسؤولية والقرار، وليكنْ معلوماً لديكم فخامةَ الرئيس أنّ التحدّياتِ ستظلُّ قائمةً والعقباتِ الطبيعيةَ والمُصطنعة والمستورَدة ستظلُّ تُواجهُكم وتَضعُكم أمام خياراتٍ صعبة، لكنكم مُصمِّمون على التحدي وعليكم تُعقَد الآمال، كيف لا؟ وأنتم مُتمرِّسون في مهمة المواجهة والصمود، وإلى جانبِكم رئيسُ البرلمان الحكيم المخضرم الأستاذ نبيه برِّي، ورئيسُ الحكومة القادمُ من قوس العدالة والنزاهة والعالمية القاضي الدكتور نوَّاف سلام ومجموعةُ الوزراءِ الواعدين، ونحن كذلك سنكون معكم وإلى جانبكم، بصلواتنا ومواكبتِنا، لنكون كلُّنا مجتمعين في شراكةٍ روحيةٍ وطنية مكتملة، منتصرين بانتصار الوطن.
عِشتُم وعاش الوطنُ، وكلُّ عامٍ وأنتم بخير، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.”

البحث