غزة

أدلى سكان من غزة بشهاداتهم عن الوضع المأساوي في المدينة، بعد تكثيف الجيش الإسرائيلي قصفه وتوسيع هجومه البري، معتبرين أن “الموت أكثر رحمة” من هذه الحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إقامة “مسار انتقال موقت” لخروج سكان مدينة غزة، غداة تكثيف هجومه على كبرى مدن القطاع، بعد نحو عامين من الحرب. ووفق بيان للجيش، سيسمح بالانتقال عبر شارع صلاح الدين من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة، امتداداً من شمال القطاع إلى جنوبه.

وقد كثف الجيش خلال الأسابيع الماضية تحذيراته لسكان مدينة غزة بوجوب مغادرتها إلى “منطقة إنسانية” في الجنوب، استعداداً لشن هجوم بري للسيطرة على المدينة. وأشار الجيش إلى أنه قصف أكثر من 150 هدفاً منذ توسيع عملياته البرية، كما قدر أن أكثر من 350 ألف شخص اضطروا لمغادرة المدينة، بينما يصر كثيرون على البقاء رغم غياب أماكن آمنة.

وقال بعض السكان إن القصف يجعل البقاء أمراً أشد صعوبة من الموت. أم أحمد يونس (44 عاماً) أكدت أنها لن تغادر بيتها المدمر جزئياً، مشيرة إلى أنها “لا تمتلك المال الكافي لتدبر تكاليف السفر والنقل”. فيما وصفت فاطمة لبد (36 عاماً) النزوح مع عائلتها جنوب القطاع بأنهم “يسيرون أغلب المسافة على الأقدام، وسط الشوارع المكتظة والقصف المتواصل، كأننا نعيش يوم القيامة أو الجحيم”.

وأثار الهجوم على مدينة غزة تنديداً دولياً واسعاً، وسط الوضع الإنساني الكارثي الذي أعلنته الأمم المتحدة أنه وصل إلى حد المجاعة في أغسطس الماضي. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من عزم إسرائيل على “الذهاب حتى النهاية” في حملتها العسكرية، غير منفتحة على محادثات سلام جادة.

من جهتها، وصفت حركة حماس توسيع العمليات الإسرائيلية بأنه “فصل جديد من فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج بحق أهل غزة”، فيما تحول معظم المدينة إلى أنقاض جراء الضربات المتواصلة.

البحث