في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي صباح الأحد أوامر جديدة بإخلاء مناطق مكتظة بالنازحين وسط القطاع، تحديداً في دير البلح، ما ينذر بعملية عسكرية وشيكة. هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع مجازر مروعة شهدتها مواقع توزيع المساعدات، حيث أفاد مسعفون بمقتل 30 فلسطينياً على الأقل أثناء انتظارهم لوصول شاحنات الإغاثة الأممية.
مع استمرار الحرب المستعرة منذ أكثر من 21 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس، تحذر المؤسسات الصحية من تسارع كارثة الجوع، خصوصاً في ظل اكتظاظ المستشفيات بحالات إعياء وهزال حاد. وزارة الصحة التابعة لحماس تحدثت عن “أعداد غير مسبوقة من المجوعين تصل إلى أقسام الطوارئ”، محذرة من أن المئات معرضون للموت الوشيك نتيجة الجوع.
في السياق نفسه، قالت وكالة “الأونروا” إن مليون طفل في غزة يتعرضون للتجويع المنهجي، مشيرة إلى تسجيل 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، و800 حالة من النوع الوخيم بين الأطفال دون سن الخامسة، خلال الفترة الممتدة بين مارس ويونيو.
وبحسب مصادر طبية، ارتفع عدد ضحايا “لقمة العيش” منذ بداية القصف على نقاط المساعدات إلى 891 شهيداً وأكثر من 5754 جريحاً. ففي مجزرة جديدة السبت، قُتل 32 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 100 آخرين عند نقطة توزيع للمساعدات الأميركية جنوب خان يونس.
وفي حادثة مأساوية أخرى، توفيت الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، نتيجة مضاعفات سوء التغذية، لتجسّد وجه المجاعة القاسي في القطاع المحاصر.
القوات الإسرائيلية واصلت قصفها لمناطق تجمع المساعدات، رغم المزاعم السابقة بفتح تحقيقات في هذه الهجمات. لكن حركة حماس تتهم إسرائيل باستخدام الحصار كسلاح ضد المدنيين، من خلال منع إدخال الأغذية والأدوية وتقييد عمل المنظمات الدولية.
في ظل هذه الأوضاع الكارثية، يتصاعد النداء الدولي لفك الحصار والسماح بمرور المساعدات، فيما تدعو اسكتلندا الحكومة البريطانية للتعاون من أجل إنقاذ أطفال غزة من براثن الجوع والموت.