على وقع الفرحة التي عمّت شوارع غزة، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، رحّبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالاتفاق، واصفةً إياه بأنه يثير ارتياحًا كبيرًا وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.
وفي بيان رسمي، أكدت الوكالة الأممية، اليوم الخميس، أنها مستعدة لإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع فور تفعيل الاتفاق، لتلبية حاجات السكان الذين عانوا من الحرب والحصار طوال عامين متتاليين.
وقال المفوض العام لـ”الأونروا”، فيليب لازاريني، في منشور على منصة “إكس”:
“لدينا طعام وأدوية وإمدادات أساسية لغزة، تكفي لإطعام جميع السكان لمدة ثلاثة أشهر كاملة“.
اتفاق ينتظر المصادقة
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مساء الأربعاء التوصل إلى المرحلة الأولى من خطته للسلام في غزة، التي تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وانسحابًا جزئيًا للجيش الإسرائيلي.
من جهته، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق لن يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد مصادقة الحكومة عليه مساء اليوم، لكنه أشار إلى تعليق العمليات الهجومية بشكل فوري.
عامان من الدمار والمجاعة
تأتي هذه التطورات بعد عامين داميين من الحرب والحصار في قطاع غزة، أدّت إلى دمار واسع في البنية التحتية، ونقص حاد في الغذاء والدواء، ما دفع الأمم المتحدة في أغسطس الماضي إلى التحذير من مجاعة حقيقية في بعض المناطق، خاصة شمال القطاع.
وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق مصادر مطّلعة، على:
- بدء تبادل الأسرى اعتبارًا من يوم الإثنين المقبل.
- انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من مناطق محددة.
- فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية.
- استمرار المحادثات لتثبيت وقف إطلاق النار الدائم.
هل بدأ مسار السلام؟
مع هذه الانفراجة، تتجه الأنظار إلى مدى التزام الأطراف بالاتفاق، وإمكانية تطويره إلى مسار سياسي شامل ينهي واحدة من أطول الحروب وأكثرها مأساوية في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، تبقى “الأونروا” في موقع حاسم خلال الأيام المقبلة، مع بدء تنفيذ الخطة الإنسانية الطارئة التي قد تمثّل بارقة أمل حقيقية لملايين الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.