تبنّت مجموعة مسلّحة تُعلن عن نفسها للمرة الأولى، وتُطلق على نفسها اسم “كتائب محمد الضيف”، إطلاق صاروخين من الأراضي السورية باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل، مساء الثلاثاء، في تصعيد أثار تساؤلات حول هوية هذا الفصيل الجديد وخلفياته.
من هم “كتائب محمد الضيف”؟
يحمل الفصيل الجديد اسم القائد العسكري الراحل في حركة حماس، محمد الضيف، الذي أعلنت إسرائيل مقتله في غارة جوية على خان يونس في يوليو 2023، وأكّدت حماس ذلك لاحقًا.
وأعلن الفصيل عن تأسيسه في 31 مايو عبر بيان نشره على منصة “تلغرام”، قال فيه:
“من قلب فلسطين المحتلة نعلن عن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف، وفاءً للدماء الطاهرة وامتداداً لطريق المقاومة”.
وأضاف البيان تهديداً مباشراً لإسرائيل:
“سنكون سيفاً مسلطاً على رقابكم أينما كنتم، نقاتلكم بكل ما نملك”.
وأكد أن الكتائب “ليست حزباً أو تنظيماً”، بل “فعل مقاوم حر ينبض من غزة إلى الضفة، ومن القدس إلى الداخل المحتل”.
القصف الإسرائيلي ورد دمشق
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقذوفين أُطلقا من سوريا وسقطا في مناطق غير مأهولة بهضبة الجولان دون تسجيل إصابات. وعلى إثر ذلك، ردت المدفعية الإسرائيلية بقصف مواقع جنوب سوريا.
وقالت إسرائيل إنها تتحمّل الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية المباشرة عن أي إطلاق نار من سوريا تجاه أراضيها، وهددت بردّ كامل “في أقرب وقت ممكن”، حسب وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
من جانبها، ردّت الخارجية السورية ببيان قالت فيه إنها تدين القصف الإسرائيلي على قرى وبلدات في محافظة درعا، والذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية، وأضافت:
“لم نتثبت بعد من الأنباء حول إطلاق صواريخ من سوريا، وهناك أطراف تسعى لزعزعة الاستقرار”.
وأكد البيان أن سوريا “لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “الضغط لوقف هذه الاعتداءات ودعم جهود الاستقرار”.
خلفيات سياسية
الواقعة تُعد الأولى من نوعها منذ ما اعتبرته مصادر إعلامية إسرائيلية “سقوط نظام بشار الأسد” في ديسمبر الماضي، وهو تصريح لم تؤكده أي جهة رسمية دولية، لكنه يعكس تغيراً في التوصيف الإسرائيلي للوضع في دمشق.
وتقع حاسبين ورمات ماغشيميم، حيث دوّت صفارات الإنذار، في جنوب الجولان المحتل الذي ضمّته إسرائيل عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.