دعا أسامة حمّاد، رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، إلى إطلاق حوار شجاع ومسؤول يجمع كافة الأطراف بهدف تشكيل حكومة موحدة، وفق تصريحاته الأخيرة.
في الوقت نفسه، شهدت العاصمة الليبية طرابلس تجددًا في التظاهرات المناهضة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، على خلفية التوترات المتصاعدة في المدينة خلال الأيام الماضية. هذا التصعيد ألقى بظلاله على حكومة طرابلس، خصوصًا مع استقالة عدد من الوزراء.
وبحسب المعلومات، قدّم بدر الدين التومي، وزير الحكم المحلي، استقالته بشكل رسمي، إلى جانب أبوبكر الغاوي، وزير الإسكان. كما أعلن محمد الحويج، وزير الاقتصاد، استقالته أيضًا، وفقًا لما أفادت به وكالة رويترز سابقًا.
وشملت الاستقالات كذلك محمد قنيدي، وزير الموارد المائية، ورمضان أبو جناح، نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى محمد الغوج، وزير الصحة المكلّف. وترددت أنباء غير مؤكدة عن وصول عدد الاستقالات إلى 11 وزيرًا، بالإضافة إلى بعض وكلاء الوزارات، لكن لم تصدر بعد تأكيدات رسمية بهذا الخصوص.
نفي حكومي واشتباكات في العاصمة
من جهتها، نفت رئاسة الوزراء تقديم أي وزير لاستقالته، واعتبرت ما يتم تداوله مجرد “إشاعات”، باستثناء حالتي وزيري الحكم المحلي والإسكان، اللذين أكدت تعرضهما لضغوطات بسبب انتمائهما لمنطقة سوق الجمعة.
على صعيد آخر، شهدت طرابلس اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي بدأت مساء الاثنين، إثر مقتل عبد الغني الككلي المعروف باسم غنيوة، قائد جهاز دعم الاستقرار، ومقره في حي أبو سليم المكتظ بالسكان.
وجاء مقتله خلال عملية عسكرية أطلقها اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع ضد الجهاز، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل الككلي، الذي يعد أحد القيادات البارزة للمجموعات المسلحة النافذة في العاصمة منذ عام 2011، والتي تحاول الحكومة تفكيكها.
يخضع جهاز دعم الاستقرار للمجلس الرئاسي، الذي تشكّل مع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة في عام 2021، كجزء من عملية سياسية دعمتها الأمم المتحدة.
دعوات للإصلاح وحكومة موحدة
التوترات الأخيرة زادت من وتيرة الدعوات المطالبة برحيل الدبيبة وتشكيل حكومة جديدة قادرة على إنهاء الانقسامات.
يُذكر أن ليبيا تعاني من انقسام سياسي منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، حيث تتنافس حكومتان على إدارة شؤون البلاد؛ الأولى في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي بقيادة أسامة حمّاد بدعم من البرلمان وخليفة حفتر قائد الجيش الليبي.