فيتامين د

في دراسة جديدة نُشرت الأسبوع الماضي، أظهرت نتائج تجربة واسعة النطاق أن تناول فيتامين “د” قد يُؤخر عملية بيولوجية مرتبطة بالشيخوخة، مما قد يشكل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآلية الشيخوخة وتطوير علاجات محتملة لمكافحتها.

ماذا كشف البحث؟
أجرى الباحثون من “مستشفى بريغهام والنساء” وكلية الطب بجامعة هارفرد دراسة حول التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية على أطراف الكروموسومات التي تحمي الحمض النووي من التدهور. مع تقدم العمر، تصبح هذه التيلوميرات أقصر، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المختلفة.

وفي الدراسة التي شملت 25,871 مشاركاً، لوحظ أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات فيتامين “د” شهدوا انخفاضاً في قصر التيلوميرات مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا دواءً وهمياً. ولم يكن لمكملات أحماض “أوميغا 3” الدهنية أي تأثير يذكر على طول التيلوميرات.

ما هي أهمية هذه النتائج؟
حسب الباحثة جوان مانسون، التي شاركت في الدراسة، فإن النتائج تشير إلى أن فيتامين “د” يمكن أن يساعد في إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية من خلال تقليل التآكل في التيلوميرات. وقد يرتبط ذلك بالتقليل من الالتهابات، التي تُعتبر من العوامل المساهمة في العديد من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية.

لكن… النتائج ليست نهائية بعد
رغم هذه النتائج الواعدة، أكدت مانسون أن الدراسة بحاجة إلى تأكيدات إضافية من خلال تجارب ومتابعات أوسع، وأضافت أن فيتامين “د” ليس علاجاً شاملاً. وبينت أنه لا يجب الاعتماد على المكملات الغذائية بمفردها، بل يجب التركيز على نمط حياة صحي وتغذية متوازنة.

هل هناك فئات قد تستفيد أكثر؟
بعض الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الالتهاب أو الذين لديهم خطر أكبر للإصابة بأمراض مزمنة قد يستفيدون بشكل أكبر من مكملات فيتامين “د”. إذ يُعتقد أن هذا الفيتامين يمكن أن يكون مفيداً في تقليل الالتهاب وبالتالي تقليل بعض المخاطر الصحية المرتبطة بالشيخوخة.

الخلاصة:
بينما قد يكون فيتامين “د” عاملاً مساعداً في إبطاء عملية الشيخوخة، إلا أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، وهناك حاجة لمزيد من الأبحاث. من المهم أن يتم تناول المكملات فقط تحت إشراف طبي، مع الاهتمام بنمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة.

البحث