يُعد النوم عنصراً أساسياً للحفاظ على الصحة، إذ يعزز النمو والمناعة ويقي من أمراض القلب، إلا أن المراهقين والشباب غالباً ما يتجاهلون الحصول على قدر كافٍ من النوم بسبب الانغماس في الحياة العملية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤدي إلى إرهاق مستمر ومشكلات صحية مزمنة.
تشير الدراسات إلى أن قلة النوم لدى المراهقين تؤثر على صحتهم النفسية، حيث ترتبط بقلة الدافع، الاكتئاب، القلق، والتقلبات المزاجية. والمراهقون الذين ينامون أقل من 8–10 ساعات كل ليلة يكونون أكثر عرضة للشعور بالوحدة واليأس، وقد يؤدي الأرق المزمن إلى اضطرابات نفسية تستمر حتى مرحلة البلوغ إذا لم تُعالج.
كما تسهم العادات غير الصحية، مثل الإفراط في تناول الكافيين، وسوء تنظيم أوقات الوجبات، وقلة النشاط البدني، إلى اضطراب أنماط النوم. وتوضح منظمة الصحة العالمية أن النوم المتأخر وتحول الساعة البيولوجية الطبيعية يؤثران على جودة النوم ويزيدان من خطر المشكلات السلوكية مثل الاندفاع والمخاطرة والهياج، إضافة إلى ضعف الإدراك واضطرابات المزاج وزيادة خطر الحوادث.
النوم الكافي ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة حيوية للنمو والتعلم والصحة العامة، ويجب أن يصبح أولوية في حياة الشباب لضمان مستقبل صحي وسليم على المديين القصير والطويل.