تؤكد الأبحاث العلمية باستمرار أهمية النوم للصحة، وتظهر دراسة جديدة من جامعة أوبسالا في السويد أن الحصول على أربع ساعات من النوم فقط لثلاث ليالٍ متتالية يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الدم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
فقد قام الباحثون بدراسة مستويات البروتينات الالتهابية في دم مجموعة من الشباب الأصحاء. هذه البروتينات يفرزها الجسم استجابة للتوتر أو المرض، ولكن بقاءها مرتفعًا لفترة طويلة يمكن أن يضر الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل مثل قصور القلب وأمراض الشريان التاجي واضطراب ضربات القلب.
خلال الدراسة، اتبع المشاركون نمطين من النوم: ثلاث ليالٍ من النوم الطبيعي (حوالي 8.5 ساعات) وثلاث ليالٍ من النوم القليل (حوالي 4.25 ساعات). وبعد كل مرحلة، خضعوا لفحص دم بعد أداء تمرين مكثف قصير على الدراجة.
أظهرت النتائج أن الحرمان من النوم تسبب في ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب. كما لاحظوا أن الاستجابة الصحية للتمارين الرياضية، والتي عادة ما تعزز بروتينات مفيدة للدماغ والقلب، كانت أضعف بعد قلة النوم.
الأمر اللافت هو أن هذه التغييرات ظهرت لدى شباب يتمتعون بصحة جيدة وبعد فترة قصيرة فقط من قلة النوم، وهو ما يثير القلق نظراً لانتشار مشكلة قلة النوم بين البالغين. كما وجد الباحثون أن توقيت أخذ عينة الدم خلال اليوم يؤثر على مستويات البروتين، ويزداد هذا التأثير عند تقليل ساعات النوم.
تذكرنا هذه الدراسة، وغيرها، بأهمية إعطاء النوم الأولوية اللازمة لصحة الجسم، وعدم التضحية به لصالح الأنشطة الأخرى، حيث أن الجسم يسجل آثار قلة النوم دون أي تهاون.