كشفت مقابلة مطوّلة نشرتها مجلة «فانيتي فير» عن كواليس نادرة من داخل البيت الأبيض خلال العام الأول من الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسلّطة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، والتي وُصفت بأنها الشخصية الأكثر نفوذًا في الإدارة بعد الرئيس نفسه.
وبحسب المقابلة التي أعدّها الكاتب كريس ويبل، فإن وايلز تمثل صمام أمان داخل الجناح الغربي، وقوة قادرة على ضبط إيقاع القرارات في لحظات الفوضى والاندفاع، وسط إدارة تتسم بتوسيع غير مسبوق لصلاحيات السلطة التنفيذية.
ونقل التقرير عن وايلز وصفها شخصية ترامب بأنها تشبه «شخصية مدمن كحول»، في إشارة إلى اندفاع مفرط وثقة عالية بالنفس وشعور بالقدرة على تجاوز الحدود السياسية والقانونية.
وسردت المقابلة مشهدًا لافتًا من داخل المكتب البيضاوي، حيث غادرت وايلز اجتماعًا مع ترامب وعدد من كبار مستشاريه بطريقة مباشرة، ردًا على سؤال الرئيس عن سبب مغادرتها، في موقف اعتبره التقرير دليلًا على قدرتها الفريدة على مواجهته بنبرة لا يجرؤ عليها كثيرون داخل الإدارة.
كما تضمنت المقابلة تقييمات حادة لشخصيات نافذة في الإدارة، إذ وصفت نائب الرئيس جيه دي فانس بأنه صاحب تحوّل سياسي لافت، واعتبرت رئيس مكتب الإدارة والميزانية راسل فوت «متعصبًا يمينيًا»، فيما عبّرت عن صدمتها من دور إيلون ماسك في تقويض الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، محذّرة من تداعيات إنسانية خطيرة طالت برامج منقذة للحياة، خصوصًا في أفريقيا.
ويرى التقرير أن قرارات مصيرية داخل إدارة ترامب تُتخذ أحيانًا بدافع المزاج، وأن وايلز هي القوة الوحيدة القادرة على توجيه هذه النزوات أو احتوائها، في دور يتجاوز المفهوم التقليدي لمنصب رئيس الموظفين.
وخلصت «فانيتي فير» إلى أن سوزي وايلز باتت تمثل عنوانًا للقوة التي تعمل في الظل داخل البيت الأبيض، في مرحلة يعتبرها منتقدون لحظة مفصلية تعيد رسم ملامح الحكم والسلطة في الولايات المتحدة.