الوباء

ظهر مصطلح “المرض إكس” لأول مرة عام 2018 للإشارة إلى مرض معد وغامض قد يتسبب في جائحة عالمية مستقبلية بسبب عامل ممرض غير معروف بعد.

وأدرجت منظمة الصحة العالمية “المرض إكس” ضمن قائمة الأمراض ذات الأولوية، إلى جانب أمراض معروفة مثل “إيبولا” و”سارس”، في إشارة إلى احتمالية انتقال فيروس المرض إكس من الحيوانات إلى البشر.

يحذر العلماء اليوم من أن “المرض إكس” القادم قد يتسبب في وفيات تفوق عدد ضحايا كوفيد-19 بنحو عشرين مرة، إذ تسبب الوباء الأول للفيروس التاجي بحوالي 7 ملايين وفاة مؤكدة، بينما يتوقع الخبراء أن “المرض إكس 2” قد يودي بحياة 50 مليون شخص.

رئيس المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي، أوضح أن حرف “إكس” يرمز إلى “المفاجأة”، ما يعني أن مسببات الأمراض الجديدة غير متوقعة بطبيعتها.

أما الدكتور أميش أدالجا، أخصائي الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، فأكد أن “المرض إكس” القادم من المرجح أن يكون فيروس جهاز تنفسي انتقل من حيوان إلى البشر عبر طفرة، وهو السيناريو الأبسط والأكثر احتمالًا من حيث انتشار العدوى.

تتعدد النظريات حول كيفية ظهور “المرض إكس”، منها تحور فيروسات معروفة تصيب البشر مثل الإنفلونزا أو فيروس زيكا. كما يعتقد الخبراء أن وباءً جديدًا قد ينشأ من بكتيريا أصبحت مقاومة لجميع المضادات الحيوية، مما يجعل أمراضًا قابلة للعلاج حاليًا تتحول إلى أوبئة، مثل السيلان على سبيل المثال.

الفرضية الأكثر ترجيحًا تشير إلى أن “المرض إكس” سيكون فيروسًا حيواني المنشأ، قد لا يكون خطيرًا على البشر في البداية، لكن طفراته قد تجعله أكثر قدرة على العدوى والانتقال بين البشر، لا فقط من الحيوانات أو الطيور.

وتُعتبر عوامل مثل إزالة الغابات، التوسع العمراني، والتغير المناخي أسبابًا رئيسية تزيد من التفاعل بين البشر والحياة البرية، مما يعزز فرص ظهور أمراض جديدة.

أما المصدر الثالث المحتمل للمرض، فهو تسرب فيروسات من مختبرات أبحاث أو استخدامات محتملة كأسلحة بيولوجية، حيث يشير “بيان ساعة القيامة” لعام 2021 إلى خطورة الفيروسات المنشأة في المختبرات التي قد تدخل العالم الخارجي نتيجة حوادث أو إرهاب بيولوجي.

أما أعراض “المرض إكس” المتوقعة فهي شبيهة بتلك التي تسببها الأمراض الفيروسية الحادة، وتشمل السعال، ضيق التنفس، ارتفاع الحرارة، الإرهاق، آلام العضلات، إضافة إلى ارتباك، نوبات صرع، قيء وإسهال.

ومن الطرائف أن مرضًا غامضًا ظهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2024 ظُن في البداية أنه “المرض إكس”، لكنه تبيّن لاحقًا أنه نوع من الملاريا الحادة المصحوبة بسوء تغذية، تفاقمت بسبب تأخر التشخيص.

ويؤكد الخبراء أن الاستعداد الجاد والشفافية في التعامل مع هذا الخطر أمر حتمي، مع تجنب التهويل وإثارة الذعر. فبحسب منظمة الصحة العالمية، “المسألة ليست ما إذا سيحدث المرض إكس، بل متى سيحدث”.

البحث