عندما يتعلق الأمر بصحتنا، يميل الكثيرون إلى البحث عن حلول سريعة، مثل تناول قرص فيتامين سي أو شرب كوب من عصير البرتقال لتعزيز المناعة، أو ملعقة من العسل لعلاج التهاب الحلق. ورغم الفوائد المعروفة لفيتامين سي والعسل، إلا أن بعض خبراء الصحة يؤكدون أن حماية أجسامنا من فيروسات وأمراض الشتاء ليست بهذه البساطة.
البروفسور دانيال ديفيس، رئيس قسم علوم الحياة وأستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، الذي درس جهاز المناعة لأكثر من 25 عامًا، يشير إلى تعقيد هذا الجهاز، وينفي بعض الخرافات الشائعة حول طرق الوقاية من نزلات البرد.
خرافة فيتامين سي وعصير البرتقال
يقول ديفيس إن فيتامين سي لا يمنع الإصابة بنزلات البرد، وشهرة فيتامين سي كمُعزز للمناعة تعود إلى العالم لينوس بولينغ، الذي نشر كتابًا عام 1970 زعم فيه أن فيتامين سي يعالج نزلات البرد وأمراضًا أخرى مثل السرطان. ومع ذلك، تظهر الدراسات أن تناول جرعات عالية من فيتامين سي يقلل مدة الإصابة بنزلات البرد بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 8%، وهذه النتيجة قد تكون مرتبطة بعوامل أخرى في نمط حياة الأشخاص.
البديل الأفضل: فيتامين د وفيتامين أ
يؤكد ديفيس أن فيتامين د وفيتامين أ لهما دور أكبر في دعم الجهاز المناعي. دراسة نُشرت عام 2020 بينت وجود علاقة قوية بين نقص فيتامين د وارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية والعدوى. فيتامين د موجود في شكلين: د2 من النباتات والحبوب، ود3 الذي ينتجه الجلد ويتواجد في الأطعمة الحيوانية مثل الأسماك وصفار البيض، مع فاعلية أكبر لد3 في رفع مستوياته في الجسم.
كما يساعد فيتامين أ، الموجود في الجبن والبيض والأسماك الزيتية والكبد، على وظائف المناعة الطبيعية، وينصح الرجال بتناول 700 ميكروغرام والنساء 600 ميكروغرام يوميًا.
خرافة الزبادي وصحة الشتاء
الزبادي غني بالبروبيوتيك التي تدعم صحة الأمعاء والمناعة، لكن ديفيس يشير إلى أن الأدلة العلمية لم تثبت بشكل قاطع تأثيره المباشر على تقوية المناعة، رغم تأثير البكتيريا المعوية على الجهاز المناعي بشكل عام.
البديل الأفضل: التحكم طويل الأمد في التوتر
التوتر المزمن يقلل من كفاءة المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض. عندما يتعرض الجسم للتوتر، يُفرز هرمون الكورتيزول الذي يثبط جهاز المناعة مؤقتًا. إذا استمر التوتر لفترات طويلة، يضعف الجهاز المناعي بشكل كبير، ما يزيد من قابلية الإصابة بالعدوى ويؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
خرافة شرب الأعشاب والعسل
قد يُشعر تناول الأعشاب والعسل بالراحة، لكن لا توجد أدلة علمية قوية تثبت فعاليتها في تعزيز المناعة أو مكافحة العدوى. اختبار هذه الفوائد بشكل علمي صعب وأخلاقيًا غير ممكن.
البديل الأفضل: النوم المنتظم والرياضة المعتدلة
يلعب نمط الحياة دورًا حاسمًا في دعم المناعة، خصوصًا النوم الكافي. دراسات بينت أن النوم المتواصل يعزز إنتاج الأجسام المضادة بعد التطعيم، مما يعكس كفاءة أكبر للجهاز المناعي.
كما أن ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام تعزز المناعة، حيث تحسن الدورة الدموية للخلايا المناعية وتقلل من الالتهابات. دراسة في الصين وجدت أن ممارسة الرياضة ثلاثة أيام أو أكثر أسبوعيًا خفضت خطر الإصابة بنزلات البرد بنسبة 26%.