لطالما كان يُعتقد أن الدهون هي المسبب الرئيسي لارتفاع الكولسترول، لكن الأدلة العلمية الحديثة تكشف عن متهم آخر لا يقل خطورة: السكر المضاف.
فبحسب دراسات حديثة، فإن الإفراط في تناول السكر لا يرفع فقط مستويات الكولسترول الكلي في الجسم، بل يخلّ أيضًا بالتوازن بين نوعيه: الجيد (HDL) والسيئ (LDL)، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
وفي تقرير نشره موقع «Verywell Health»، تم تسليط الضوء على تأثير السكر في رفع الكولسترول وسبب اعتباره عاملاً مؤثرًا في صحة القلب.
كيف يؤثر السكر على الكولسترول؟
تناول كميات كبيرة من السكر – حتى لأسابيع قليلة – يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الكولسترول وزيادة خطر أمراض القلب. فعند استهلاك سكريات مضافة مثل السكروز أو شراب الذرة عالي الفركتوز، يقوم الجسم بتحويلها إلى فركتوز وجلوكوز. هذا التفاعل يؤدي إلى تحفيز الكبد على إنتاج المزيد من الكولسترول ويعيق في الوقت نفسه التخلص من الكولسترول الزائد.
وتُظهر الأبحاث أن الإفراط في تناول السكر يرفع مستويات:
الدهون الثلاثية
الكولسترول الكلي
LDL (الكولسترول الضار)
VLDL (نوع ضار جدًا من البروتينات الدهنية)
أما الكولسترول الجيد (HDL)، فقد لوحظ انخفاضه لدى الأشخاص الذين يستهلكون سكريات مضافة بكثرة، خاصة من المشروبات المحلاة كالمشروبات الغازية والعصائر.
وبحسب الدراسات، فإن البالغين الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالسكر يكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بمن يستهلكون سكريات أقل.
الكولسترول: ضرورة حيوية بتوازن دقيق
الكولسترول مادة شمعية تلعب دورًا أساسيًا في:
بناء أغشية الخلايا
إنتاج الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون
تصنيع فيتامين د
إنتاج الأحماض الصفراوية لهضم الدهون
لكن ارتفاع LDL، المسؤول عن نقل الدهون من الكبد إلى الجسم، يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون داخل الشرايين، ما يزيد خطر:
تصلب الشرايين
ارتفاع ضغط الدم
تجلط الدم
الذبحة الصدرية
النوبات القلبية والسكتات الدماغية
في المقابل، يعمل HDL على حماية القلب من خلال إعادة الدهون إلى الكبد لتفكيكها والتخلص منها.
كمية السكر الموصى بها؟
بحسب الإرشادات الغذائية للأميركيين (2020–2025):
يجب ألا تتجاوز السكريات المضافة 10% من إجمالي السعرات اليومية (حوالي 12 ملعقة صغيرة في نظام غذائي بـ2000 سعرة حرارية).
أما جمعية القلب الأميركية فترى أن الأفضل:
ألا تتجاوز السكريات المضافة 6% من إجمالي السعرات، أي نحو 7 ملاعق صغيرة يوميًا.
السكريات المضافة تشمل المحليات، والعسل، والشراب (السيروب)، والعصائر المضافة أثناء التصنيع، ولا تشمل السكريات الطبيعية في الفاكهة والخضار والحليب.
أبرز مصادر السكر المضاف:
المشروبات المحلاة (غازية، عصائر، طاقة)
الحلويات والمخبوزات
المربى والشراب السكري
حبوب الإفطار المصنعة
بعض الزيوت والمأكولات المعالجة
مخاطر إضافية للسكر المضاف
لا يقتصر الضرر على الكولسترول. فالإفراط في تناول السكر يرتبط أيضًا بـ:
السكري من النوع الثاني
السمنة وزيادة الوزن
ارتفاع ضغط الدم
متلازمة الأيض
تسوس الأسنان
أمراض القلب المزمنة
كيف تقلل استهلاك السكر؟
إليك بعض الخطوات البسيطة للحد من السكر المضاف:
اقرأ الملصقات الغذائية: ابحث عن السكريات المخفية مثل السكروز، الجلوكوز، شراب الذرة، والمحليات الصناعية.
قلّل المشروبات المحلاة: استبدلها بالماء أو المشروبات الخالية من السكر. وحاول ألا تتناول أكثر من مشروب سكري واحد أسبوعيًا.
راقب حجم الحصص: تقليل الكمية حتى من الأطعمة المحلاة يمكن أن يحدث فرقًا.
استبدل الحلوى بالفواكه: الفاكهة تحتوي على سكريات طبيعية مفيدة بالإضافة إلى الألياف والعناصر المغذية.
فكّر في بدائل السكر بحذر: كحوليات السكر مثل الزيليتول والسوربيتول أفضل من السكر الأبيض، لكن تجنب الإفراط في المحليات الصناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز التي ترتبط ببعض المخاطر الصحية.
اطبخ في المنزل: يساعدك على التحكم في المكونات وتقليل السكر المضاف.