أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن التدخين المنتظم له آثار صحية سلبية كبيرة، لا سيما على ضغط الدم. فهذه العادة قد تسبب ارتفاع ضغط الدم على المدى القصير والطويل، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومشكلات صحية أخرى.
كيف يحدث ذلك؟
عند تدخين التبغ، يتعرض الجسم لأكثر من 7 آلاف مادة كيميائية تؤثر على الدورة الدموية وضغط الدم. ويلاحظ الكثيرون ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم حتى مع أول سيجارة، حيث يمكن أن تصل الزيادة إلى 20 ملم زئبق لمدة تصل إلى 30 دقيقة.
من أبرز المواد الضارة في التبغ النيكوتين، الذي يؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، ويحفز إفراز هرمون النورإبينفرين، ما يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. كما يُطلق التدخين غاز أول أكسيد الكربون الذي يرتبط بكريات الدم الحمراء، مما يقلل من مستويات الأكسجين في الدم. لتعويض ذلك، يزداد معدل ضربات القلب، مما يرفع ضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يطلق التدخين مواد مثل بيروكسيد الهيدروجين والكينونات والكادميوم والنيكل، والتي تسبب اختلال التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة، ما يُعرف بالإجهاد التأكسدي. هذا يساهم في تلف الأوعية الدموية وتصلبها، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
خطر الإصابة يزداد مع استمرار التدخين
أظهرت الدراسات أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة تصل إلى 30٪، بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى. كما أن مدة التدخين وكميته تلعبان دورًا مهمًا، حيث أشارت دراسة أجريت عام 2020 على أكثر من 7 آلاف بالغ إلى أن أكبر تأثير على ارتفاع ضغط الدم يحدث بعد خمس سنوات من بدء التدخين.
ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية
على المدى الطويل، يؤدي التدخين إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم نتيجة تلف الأوعية الدموية وتصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة JAMA Cardiology عام 2020 أن كل زيادة قدرها 10 ملم زئبق في ضغط الدم الانقباضي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 53٪.