تعدّ الأيدي والأقدام الباردة بشكل دائم من العلامات الواضحة على بداية موسم الشتاء، وكذلك الجفاف الشديد في الجلد الذي يبدأ بالتقشر. هذه المؤشرات تترك لنا صورة واضحة بأننا قد دخلنا في براثن الشتاء.
وفي هذا الموسم، يعاني الكثيرون من ظهور بقع خشنة مثيرة للحكة. ورغم أنك قد تكون لم تواجه هذا بعد، إلا أن درجة الحرارة المنخفضة قد تؤدي إلى ظهور مشكلات جلدية أخرى قد تتفاقم إذا لم تكن مستعدًا لها. من ضمن هذه المشكلات، تظهر الإكزيما التي تسبب جفاف الجلد واحمراره وظهور الشقوق المؤلمة، وكذلك الصدفية التي تعرف ببقع الجلد السميك الأحمر المغطاة بقشور فضية. كما يعاني البعض من الوردية التي تتسم باحمرار الوجه وظهور نتوءات حمراء على الأنف والخدين. ولا ننسى التهاب الجلد الدهني، الذي يظهر عادة في شكل قشرة رأس على فروة الرأس، ولكنه يمكن أن يظهر أيضًا على مناطق أخرى من الجلد مثل الحاجبين وزوايا الأنف والذقن.
في الإطار، شددت د. راشيل رينولدز، رئيسة قسم الأمراض الجلدية في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي بجامعة هارفارد، على أن الأشخاص الذين لم يعانوا من مشكلات جلدية سابقًا قد يجدون أنفسهم يواجهون مشكلات جديدة مع تقدم العمر في الشتاء. بالنسبة للنساء، قد تشهد السنوات الأولى بعد انقطاع الطمث تأثيرًا أكبر نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى جفاف الجلد.
السلوكيات المؤثرة
والسؤال هو: ما سبب تفاقم مشكلات الجلد في الشتاء؟ السبب الرئيسي هو أن الشتاء يلحق الضرر بحاجز الجلد الذي يحتوي على مكونات مثل الكوليسترول والأحماض الدهنية التي تساعد في الاحتفاظ بالرطوبة وحماية البشرة من المواد المهيجة. الطقس البارد والهواء الجاف من سمات الشتاء التي تضر بالجلد، كما أن أنظمة التدفئة تسحب المزيد من الرطوبة من الهواء مما يؤدي إلى جفاف الجلد.
بعض السلوكيات قد تزيد من تفاقم الوضع مثل:
-الاستحمام بماء ساخن لفترات طويلة أو غسل اليدين بشكل متكرر.
-استخدام صابون قاسي أو منظفات أو منعمات أقمشة ذات روائح قوية.
-قضاء وقت طويل في الهواء الطلق.
-ارتداء الصوف الذي قد يسبب تهيجًا للبشرة الحساسة.
ومن المفاجئ أن معقم اليدين المحتوي على الكحول لا يسبب جفافًا مثل غسل اليدين بالماء والصابون، كما أكدت د. رينولدز.
نصائح لحماية البشرة
لحماية البشرة من الجفاف، يُنصح باستخدام المرطبات بشكل يومي للوقاية من مشكلات مثل الإكزيما والصدفية والوردية. ولكن د. رينولدز تقدم بعض النصائح الإضافية التي قد تكون مفيدة:
-اختاري الكريمات والمراهم بدلاً من المستحضرات الأخف لأنها تقدم ترطيبًا أفضل.
-غطي المناطق المتشققة بالفازلين وضعي فوقها قفازات قطنية أو غلافًا بلاستيكياً لحبس الرطوبة طوال الليل.
-استخدمي جهاز ترطيب لضخ الرطوبة في الهواء الجاف داخل المنازل.
-استحمي بماء فاتر فقط ولا تستحمي أكثر من مرة واحدة في اليوم، ويفضل مرة كل يومين.
-استخدمي الصابون المرطب ومنظفات الجسم السائلة التي تحتوي على مواد مرطبة أكثر من الصابون العادي.
-جففي بشرتك بعد الاستحمام ووزعي المرطب فورًا بينما لا يزال الجلد رطبًا للحفاظ على الرطوبة.
وينبّه د. رينولدز من أنه لا ينبغي تجاهلها، خاصة إذا كنت في منتصف العمر أو أكثر. إذا تركت البشرة الجافة دون علاج، فقد تتفاقم إلى نوع من الإكزيما يسمى التهاب الجلد الدهني، وهو أكثر شيوعًا لدى كبار السن. ويمكن أن تجعل هذه الحالة الجلد أكثر عرضة للإصابة بعدوى خطيرة مثل التهاب النسيج الخلوي.
وتقول د. رينولدز: “بينما من الجيد تناول السوائل، فإن ترطيب البشرة من الخارج باستخدام الكريمات والترطيب المنتظم هو الطريقة الأكثر فعالية.”