لافروف

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، إن الخطط التي أعلنت عنها برلين مؤخراً لتعزيز الجيش الألماني تثير قلقاً بالغاً لدى موسكو، معتبراً أن تصريحات المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس حول جعل ألمانيا “أقوى قوة عسكرية في أوروبا” تعيد إلى الأذهان مراحل مؤلمة من القرن الماضي.

وفي مؤتمر صحافي عقد في موسكو، وصف لافروف هذه التصريحات بأنها “مقلقة جداً”، وقال: “فوراً تذكّر كثيرون كيف أصبحت ألمانيا مرتين أكبر قوة عسكرية في أوروبا، وما نجم عن ذلك من مآسٍ”، في إشارة واضحة إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وكان ميرتس قد تعهد في وقت سابق من هذا الشهر بجعل ألمانيا تمتلك “أقوى جيش تقليدي في أوروبا”، معتبراً أن ذلك أولوية قصوى لمواجهة ما وصفه بـ”التهديد الروسي المتنامي”، في ظل تزايد الشكوك حول التزام واشنطن بأمن القارة الأوروبية.

وفي ما يتعلق بالمحادثات المرتقبة مع أوكرانيا، كشف لافروف أن موسكو ستعلن قريباً موعد جولة جديدة من المفاوضات، مشدداً على أن بلاده ستصر على إلغاء ما وصفه بـ”القوانين التمييزية” التي تطبقها كييف حالياً، والتي ترى موسكو أنها تستهدف مكونات معينة من السكان.

وأكد لافروف أن “نظام كييف لا يمثل سكان شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا”، مكرراً مطلب موسكو بضرورة التزام أوكرانيا بوضع “غير نووي ومحايد”، معتبراً أن السعي لضمها إلى حلف الناتو كان السبب المباشر في اندلاع النزاع.

وفي ما يخص رد الفعل الروسي على التصعيد الغربي، أوضح لافروف أن الضربات الروسية تقتصر على المنشآت العسكرية داخل أوكرانيا، رافضاً ما وصفه بـ”ازدواجية المعايير الغربية” التي ترفع شعار وحدة الأراضي، بينما تتجاهل “حق الشعوب في تقرير مصيرها”.

وأشار إلى أن موسكو “تتابع بقلق بالغ” التحركات العسكرية لحلف شمال الأطلسي قرب حدودها، مؤكداً أن هذه التطورات لن تمر من دون رد محسوب.

البحث