أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن اللبنانيين ما زالوا يعيشون فرحة زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، موجهًا الشكر له على رسالة السلام التي حملها إلى اللبنانيين.
وفي رسالة العيد، ذكر الراعي أن الموافقة الأميركية على المفاوضات وتعيين السفير كرم جاءت مباشرة بعد مغادرة البابا، معبّرًا عن دعائه لتمكين الجيش من استكمال حصر السلاح لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أن المواطن اللبناني يدفع الثمن، واصفًا إياه بالبطل الصامت والمناضل اليومي والمقاوم بالحياة، مؤكّدًا أن لبنان بحاجة اليوم إلى رؤية وطنية شاملة وإرادة سياسية صادقة تخرجه من منطق الترقيع والانتظار.
وأضاف الراعي أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي صعب، فالعائلات تعاني في معيشتها، والمدارس والمستشفيات تواجه تحديات كبيرة، والإصلاحات المطلوبة لا تزال غائبة.
وأكد أن المطلوب هو دولة قوية تحمي الإنسان بدل أن تتركه وحيدًا، داعيًا السياسيين إلى جعل الإصلاح أولوية، مشددًا على أن الإصلاح الاقتصادي والمالي أصبح ضرورة وجودية تبدأ بإعادة الثقة وحماية أموال الناس وتأمين الاستقرار المعيشي.
كما ناشد السياسيين بوضع الإنسان في صلب السياسات العامة، واختيار المصالحة والمصلحة العامة بدل الانقسام والمصالح الضيقة، مؤكدًا أن الوطن يُبنى بالتلاقي.
وتحدث الراعي عن المدارس الكاثوليكية، واصفًا إياها بالرأس المال الحقيقي للوطن وثروة الكنيسة ولبنان، مشيرًا إلى أن عددها 310 مدارس تضم حوالي مئتي ألف تلميذ، ثلثهم من غير المسيحيين، وأنها صمدت أمام الأزمات، خاصة خلال الحرب، لكنها لا تزال تواجه تحديات مالية كبيرة نتيجة أزمة الرواتب والمستحقات.
كما أشار إلى المستشفيات الخاصة التي تمثل 80% من القطاع الصحي، واعتبر أنها أثبتت جدارتها خلال الأزمات، وتمكنت من تجاوز الأزمة الاقتصادية بأقل الأضرار، لكنها لا تزال تعاني من أعباء الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة.