البطريرك الراعي

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد القديسين بطرس وبولس، وعيد شفيع ومؤسس حبريّة “عمل الله” (Opus Dei)، القديس خوسيه ماريا إسكريفا، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية في الصرح البطريركي بكركي “كابيلا القيامة”. شاركه في القداس المطرانان الياس نصار وأنطوان عوكر، وأمين سر البطريرك الأب هادي ضو، ورئيس مزار سيدة لبنان-حريصا الأب فادي تابت، بحضور المونسنيور جيوفاني بيكياري ممثلاً السفير البابوي، وكهنة الحبريّة، وعدد من المطارنة والرؤساء العامين والكهنة والراهبات، إلى جانب جمهور من الفاعليات والمؤمنين وأعضاء عائلة Opus Dei.

بعد قراءة الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان: “أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”، قال فيها إن الكنيسة تحتفل بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس، الركيزتين الأساسيتين للكنيسة، حيث بنى الرب يسوع كنيسته على إيمان بطرس وحبه الكبير للمسيح، وجرأة بولس وتفانيه، مما جعل الكنيسة نورًا للأمم عبر التاريخ. كما احتفلت الكنيسة بعيد القديس خوسيه ماريا إسكريفا، مؤسس حبريّة Opus Dei، التي تعني “حبريّة عمل الله”، والتي علمت أن كل عمل مهما بدا بسيطًا يمكن أن يكون طريقًا إلى القداسة، حيث وضع شعار حياته: “تقديس الذات من خلال العمل، وتقديس العمل من أجل الله”. وأكد الراعي أن المهم ليس كثرة الأعمال، بل كثرة الحب الذي نضعه فيها، مستشهداً بكتابه “الطريق”.

رحب الراعي بالحضور وخاصة بأعضاء حبريّة Opus Dei، وهنأهم بعيد القديسين بطرس وبولس والقديس خوسيه ماريا إسكريفا، وكذلك مرحبًا بوقفيّة سيّدة العناية في أدونيس جبيل. وشرح في العظة شخصية بطرس، الذي كان اسمه الأصلي سمعان، صياد السمك الذي دعا يسوع له بأن يكون “صياد بشر” وغير اسمه إلى “صخرة” ليبني عليها كنيسته. وعرّف بولس، الذي كان اسمه العبري شاول، بالعالم والفيلسوف والمضطهد السابق للمسيحيين، والذي اختاره المسيح ليصبح رسولًا للأمم، وتم استشهاده في عهد نيرون.

وأشار الراعي إلى أن القديس خوسيه ماريا إسكريفا كان رائدًا في الدعوة الشاملة إلى القداسة، مؤكداً أن القداسة ليست طريقًا مخصصًا للقليلين بل للجميع. وأوضح كيف أعاد إسكريفا فتح أبواب الإنجيل ليصل النور الإلهي إلى كل مكان في حياة الإنسان اليومية، من الشارع إلى المصنع إلى الجامعة والمستشفى والبيت.

وأكد الراعي أن المسيح يريد أن يُلتقى به في قلب العالم، وأن العمل البشري يمكن أن يصبح تقدمة مقدسة، كما أن العلاقات العائلية مدعوة لأن تتألّه بالمحبة الإلهية، مشيرًا إلى أهمية هذه الرسالة في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي يعاني منها لبنان. ونقل عن خوسيه ماريا كلمات تشجيعية للمثابرة على القداسة في الحياة اليومية.

وختم العظة بالتأكيد على حب خوسيه ماريا العميق للكنيسة والبابا والأساقفة، مبينًا أن حبّه كان بنيويًا ومتواضعًا وفائقًا للطبيعة. وذكر أن “عمل الله” يشجع الرجال والنساء على الشهادة للمسيح في وسط المجتمع من خلال العمل المتقن، والاستقامة، والفرح، والحياة المصلّية، مع توجيههم نحو القداسة في حياتهم اليومية دون تغيير مهنتهم.

وأبرز الراعي أهمية القداس اليومي، والاعتراف المنتظم، والصلاة الداخلية، والعمل المتقن، والمحبة العملية كسبل لتقديس الذات في وسط الحياة. وختم بدعوة الجميع للصلاة بشفاعة القديسين بطرس وبولس والقديس خوسيه ماريا، طالبًا من الله أن يمنح لبنان مسيحيين قديسين يعملون ويصلّون ويخدمون بالمحبة والفرح والرجاء، مع التمجيد لله الآن وإلى الأبد. آمين.

البحث