Black smoke rises from an Israeli airstrike on the outskirts of Aita al-Shaab, a Lebanese border village with Israel as it is seen from Rmeish village, in south Lebanon, Monday, Nov. 13, 2023. Israeli troops and Hezbollah militants and their allies have been clashing along the border since the Israel-Hamas war started five weeks ago with a bloody incursion into southern Israel by Hezbollah ally Hamas. (AP Photo/Hussein Malla)

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

لا يمكن فصل تصاعد حدة العدوان الاسرائيلي وعمليات الاغتيال التي تستهدف عناصر من حزب الله جنوباً، بمعزل عن مسار المفاوضات التي يديرها الموفد الاميركي توم براك، بين لبنان واسرائيل،بعدما تسلم الاخير اجوبة لبنان المعدلة على المطالب والشروط الواردة في الورقة الاميركية، وحملها الى الجانب الاسرائيلي كما هو معلوم، للتفاوض والمباشرة في تنفيذ مضمون الورقة من الجانبين اللبناني والاسرائيلي على حد سواء.

تهدف زيادة حدة الاعتداءات الاسرائيلية جنوباً، على ممارسة الضغط الاقصى عسكرياً وبقوة الغارات والاغتيالات، باتجاهين، الاول على الدولة اللبنانية لزيادة وتسريع خطى تنفيذ قرار الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة وحدها، وتجاوز كل اعتراضات وموانع حزب الله وأي قوة سياسية متضامنة معه، مازالت تقف حائلا دون تنفيذ القرار المذكور، وثانيا تجاه الحزب بالذات، لتخييره، بين تسريع تسليم ما تبقَّى من مستودعات السلاح ومخازن تجهيزاته العسكرية للدولة،او تدميرها بالاعتداءات الاسرائيلية.

وفي اعتقاد مصادر ديبلوماسية ان اسرائيل فوجئت بالتعاطي الايجابي للمسؤولين اللبنانيين مع الورقة الاميركية، لاسيما ما يتعلق منها بحصر سلاح حزب الله تحديدا، بالرغم من الرفض المطلق للحزب لهذا القرار، وتأييد ايران التي سارعت لإيفاد رئيس مجلس الامن القومي علي لاريجاني في تدخل مكشوف، لمنع الحكومة اللبنانية من اتخاذ القرار المذكور.

ولكن رفض الدولة اللبنانية للتدخل الايراني، واصرارها على اتخاذ قرار حصر السلاح بيدها، اظهرا جديتها بالتعاطي مع هذا الموضوع والتزامها بتنفيذه، ما وضع الجميع امام مسؤولياتهم، لاسيما الموفد الاميركي لاستكمال المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي للمباشرة بتنفيذ خطوات مقابلة، يطالب لبنان بها لإثبات جديتها واكمال تنفيذ باقي بنود الورقة الاميركية .

وتكشف المصادر الديبلوماسية ان ما يتم تداوله ان لبنان طرح بداية وقف جميع الاعتداءات وعمليات الاغتيال الاسرائيلية، وكل خروقات اتفاق وقف الاعمال العدائية، بما فيها الجوية والبحرية، في حين ان الجانب الاسرائيلي يطرح القيام بانسحاب تدريجي من احد المواقع الخمسة التي تحتلها القوات الاسرائيلية جنوبا، لاختبار مدى قدرة الدولة اللبنانية في استكمال تنفيذ باقي مراحل نزع سلاح الحزب من جميع المناطق اللبنانية.

وتتوقع المصادر ان تواصل اسرائيل تصعيد اعتداءاتها في الايام المقبلة، لفرض تنفيذ ما تراه مناسبا للرد بخطوة مقابلة لقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها، في حين يبقى تسليط الضوء على ما يطرحه الوسيط الاميركي باسم واشنطن من افكار على الجانب الاسرائيلي لدفع المفاوضات حول الورقة الاميركية الى الامام، وإسقاط تحفظات اسرائيل عليها، تفاديا لأي عراقيل او عقبات تقف حائلا امام التنفيذ .

البحث